في الولايات المتحدة، للهزيمة في الانتخابات الرئاسية تقاليدها الخاصة كما للفوز مراسيمه وعاداته، وعلى مدى عقود من الزمن حرص الخاسرون في الانتخابات على احترام هذه التقاليد وعدم الإخلال بها.
وأوضح الموقع أن الخطاب، الذي بات اليوم بمثابة ركن ثابت من أركان الانتخابات الأمريكية، لا يستند في الحقيقة إلى أي إلزام قانوني، بل إنه بدأ كمجاملة من طرف المرشح وليام جيننغز بريان بعد يومين من خسارته لانتخابات 1896، حيث وجه برقية عبر «التلغرام» إلى منافسه الفائز آنذاك ويليام ماكينلي الرئيس الـ25 للولايات المتحدة.
وفي تلك الرسالة أعرب وليام بريان عن تهنئته للرئيس المنتخب بالفوز بأصوات الأمريكيين، لتبدأ من هنا عادة إلقاء خطاب «الاعتراف بالهزيمة»، وفي عام 1928 ألقى المرشح ألفريد سميث أول خطاب تنازل عبر الإذاعة بعد هزيمته في الانتخابات، فيما ألقى المرشح أدلاي ستيفنسون الثاني أول خطاب تنازل عبر التلفزيون لصالح منافسه دوايت أيزنهاور عام 1952.
وحسب الموقع فإنه وخلال الـ120 عاماً الماضية، شهدت الولايات المتحدة إلقاء 32 خطاب «اعتراف بالهزيمة» بعد انتخابات رئاسية، مشيراً إلى أن هناك نموذجاً يتبعه المرشح، لصياغة الخطاب الذي يأمل ألا يضطر لإلقائه، وفق خبراء الانتخابات الأمريكية.
ويمكن تلخيص أبرز نقاط النموذج المتبع منذ عشرات السنين في: الاعتراف بالهزيمة وتهنئة الفائز، رغم تجنب المرشحين «الخاسرين» ذكر كلمة الهزيمة في خطابات «الاعتراف بالهزيمة».
وتشمل النقاط كذلك: الدعوة للوحدة الوطنية في ظل القيادة الجديدة للولايات المتحدة، وتجنب الاصطفاف الحزبي والتمزق الاجتماعي بعد المواجهات الانتخابية.
وتمثل نقطة «إبراز الاعتزاز بالنموذج الديمقراطي» أحد مرتكزات هذا الخطاب في العادة، حيث يحرص المرشحون على تناولها مع توجيه التحية لملايين الأمريكيين الذين شاركوا في الانتخابات.
وتضم النقاط أيضاً: تعهد المرشح الخاسر بمواصلة النضال من أجل القضايا المثارة في الحملة الانتخابية ودعوة مناصريه إلى عدم الاستسلام نتيجة خسارته.