مصحة تنهب من مريض 100 مليون..
كيف قتلوا شيخا من اجل المال.. ؟
كيف تم اغتصاب صك على بياض وسرقة اموال الحريف.. ؟
لقد سلبوه ماله.. قبل ان يموت.. ثم استعجلوا موته.. ثم ابتزوا مال عائلته..
حين تتخلى الدولة عن واجباتها تجاه مواطنيها.. وتتخلى عن رعاية النظام الصحي وتأمين حق الحياة لرعاياها..
فان تجار الحروب وتجار الحياة والمضاربين في الموتى والمرضى.. وتجار الدواء… يرتعون في دولة حطمت نظامها الصحي ومكنت سماسرة المال والاعمال من تكديس ثروات طائلة ومراكمة مكاسبهم مع التمتع بامتيازات ضريبية غير عادلة.. على حساب المجموعة الوطنية..
دخل الشيخ العسكري عبد السلام الزهروني المقاوم مصحة في شهر جوان 2016 لاجراء تحاليل مألوفة في مثل سنه..
لكنه غادر المصحة بعد أشهر من الحجز داخل المصحة الخاصة. غادرها الى القبر مباشرة.. قتيلا بفعل خطأ طبي…
لاحقا اتضخ ان المريض وعائلته كانوا ضحية عمليات غش، واحتيال بغطاء طبي..
اذ تم سلب المريض، وابنته الاستاذة الجامعية علياء.. مجموعة من الصكوك في شكل ضمان.. م تنزيلها جميعا بعد ملء فراغها بمبالغ خيالية..
قبل ذلك …
ارتاب المريض عبد السلام في اسباب الاحتفاظ به في قسم الامراض الصدرية دون موجب… كان احتجاز قسريا.. رغما عن ارادته.. وكان واثقا تماما من القيم الاخلاقية السامية التي يتبناها الاطباء.. تلك القيم التي يقسم عليها الاطباء بغليظ الايمان..
وكذلك ارتابت ابنته الاستاذة الجامعية وساورتها الشكوك في عمليات تضخيم مقصودة للفواتير وانجاز خدمات لا حاجة للمريض فيها.. وذلك استنادا الى ما رشح لها من غمز ولمز من قبل العاملين والممرضين…
استعانت ابنة المريض بطبيب خاص لفحص والدها واستجلبته للمصحة عنوة وكانت صدمتها موجعة…
لقد تم اقتراف أخطاء طبية قد تكون مقصودة وقاتلة.. من اجل ابتزاز المريض ماديا… واستنزاف رصيده البنكي.. ورهن عاذلته ماليا..
المفاجأة الموجعة ان الطبيب المختص في الامراض الصدرية المتهم في قضية الحال .. قدم على عجل الى مريضه الشيخ عبد السلام الزهروني وقام بتعنيفه وهو طريح الفراش بالمصحة حتى فقد وعيه.. وذلك بعد ان بلغ الى علمه ان المريض استعان بطبيب اخر لفحصه..
هنا اكتفت عمادة الاطباء بتوجيه لفت نظر الى الطبيب المختص الآثم.. بعد شكاية تقدم بها المريض المتضرر.
تطورت الاحداث… وتم اللجوء الى القضاء..
واكتشف الخبراء المعينون من قبل محكمة تونس ان الخدمات الطبية التي قدمتها المصحة لا يمكن ان تتجاوز باي حال من الاحوال 14 مليون..
في حين ان جملة الاموال التي تقاضتها المصحة من المريض وعائلته قد بلغت 64 مليون… فضلا عن مبلغ 36 مليون سيولة نقدية تحت الطاولة..
وكشف تقرير الاختبار ان المصحة استولت على ما قيمته 50 مليون دون موجب.. مما قيمته 64 مليون..
وبمزيد التقدم في اعمال التحقيق والتقصي ثبت ان رئيس مجلس ادارة المصحة . ومدير الشؤون المالية بالمصحةو الطبيب قد تورطوا جميعا في اغتصاب صك.. وفي الغش والاحتيال.. فضلا عما صنف من قبيل الاخطاء الطبية…
انه احتيال منظم تحت غطاء طبي وقانوني…
وبتطور النزاع القضائي… حاولت مصحة الامان مساومة ابنة المرحوم عبد السلام الزهروني التي سلمت صكا على بياض للمصحة… مساومتها على صلح ترجع اليها اموالها لقاء التنازل عن القضايا المنشورة..
واتضح ان المصحة قد دونت في بياض الصك مبلغا ماليا متضخما جدا في شكل من اشكال الاحتيال والغصب..
لكن الاستاذة علياء. ومحاميها تمسكا باستكمال اجراءات التقاضي وفضح تجاوزات المصحة الخاصة.. والانتهاء باحكام نهائية وباتة..
قد تكون هذه القضية غيضا من فيض… وشجرة تحجب أكمة من الفساد والفضائح في القطاع الصحي خاصة بعد ان امتلأت أروقة المحاكم بقضايا ضد الفساد والغش والاحتيال الذي يمارسه لصوص الطب في تونس..
نقول هذا القول في زمن الكورونا بعد ان انكشف زيف بعض الشعارات من قبيل الراسمال الوطني والاستثمار.. وتشجيع القطاع الخاص…. انها دولة منكوبة وفاشلة…
فليس الاستثمار سوى استعمار.. وليس المستثمرون في القطاع الطبي الا تجار حياة وموت.. همهم المال وجمع المال ومنع المال..
قد تاتيكم الكورَونا بقضايا جديدة ترفع ضد النهب المنظم ذاك الذي يمارسه اطباء القطاع الخاص..
وبين هذا وذاك..
ما زالت الحكومات المتعاقبة توفر للمصحات الخاصة امتيازات ضريبية… وتحميهم من التدقيق الجبائي المعمق.. وتوفر لهم قوانين جائرة تحول القتل اثناد التداوي الى مجرد خطا طبي يحميه القانون..
في الاخير.. اتضح ان المريض انما كان مقاوما مجاهدا ضد فرنسا الاستعمارية.. وضابطا عسكريا متقاعدا…
لم يراعوا فيه إلا.. ولا ذمة..
فقد نهبه ابناء دولة الاستقلال. من سماسرة الدولار والاورو.
المعز الحاج منصور