ننقل هذا النص بأمانة.. لا تبديل.. ولا تغيير.. مثلما وردنا من المصدر…
تحكي فيه قاضية شريفة من قضاة تونس تجربتها مع متهمة في قضية صكوك.. حتى يدرك الراي العا حجم الظلم والفساد الذي ينخر نسيج الدولة..
تقول :
“… مثلت أمام دائرة القضاء المنفرد سيدة شابة ..أصدرت صكوكا بقيمة ستين ألف دينار لفائدة مصحة ..دفعت السيدة المبلغ كاملا وادلت بأصول الصكوك ..وكانت تأمل أن تعفيها المحكمة من الخطايا ..تمعنت في المؤيدات وبحثت عن أي خلل إجرائي لاقضي ببطلان الإجراءات..لم اجد ..حجزت الملفات للتصريح أثر الجلسة لاتثبت في الاجال لعلي اجد خرقا ما فاعفي السيدة من مبلغ هام من الخطايا.. .قبل مغادرتها أفاد نائبها أن الصكوك صدرت لعلاج طفلها الصغير ..وهنا رفعت السيدة صورة لطفل لا اعتقد أنه تجاوز الثالثة ..خيوط وأنابيب وضمادات ..وعينان ممتلئتان بالوجع..قلت لها ربي يشفيه ..فقالت ..مات ..
لم احتر يوما في اختيار الكلمات ..كنت دائما اجد ما اقول ..لكنني حينها خرست ..واستطعت بعد جهد أن الفظ عبارة الله يرحمو الله يعوض عليك ..وظللت أكررها كأسطوانة مشروخة عالقة ..غادرت السيدة ..وتركتني ثقيلة الفؤاد ..ستون ألف دينار يا ولاد الكلب ..ومات الطفل ..و كادت الأم أن تدخل السجن ..أراهن أنها باعت كل ما تملك لتسدد المبلغ ..وعلى الأرجح أن العلاج كان يتطلب ربع المبلغ ..لكن مصاصي الدماء ضاعفوه مرة واثنتين ..ولا استغرب انهم كانوا يعلمون أن العلاج لن يجدي ..لكنهم خدعوها وأعطوا الام المكلومة املا كاذبا ..وارهقوا الصغير بتحاليل واشعة..فقط لاثقال الفاتورة ..هي تلك الأوقات التي تجد نفسك كقاض بين قانون جاف ..وفؤاد جريح ..وتندب حظك التعس الذي جعلك تجلس على ذلك الكرسي ..ستون ألف دينار ..ومات الطفل ..وفوق كل ذلك ..الدولة تريد نصيبها ..لعنة الله على الفاسدين … ”
المعز الحاج منصور