جاءت الكتب السماوية و جاء خطاب الانبياء و الرسل و حديث رجال الدين و حكمة العلماء و تباعد الاطروحات الفلسفية و قول الشعراء و رمزية الكتابة عند الأدباء و اختلف النقاد و تناول المثقفين و اجتهد رحال الإعلام و كل القادة و الزعماء يجمعون بالتصريح و التلميح إلى ضرورة أحكام العقل عند الضرورة لان العقل اشتق لغة من التعقل بالمعنى المختصر إعادة الفكر عبر محك التثبت قبل صياغة القرار كما أن العقل بلاغة من عقل يعقل عقلا و يقول العرب ” عقل فلان الدابة كي لا تفسد في الأرض” و ليس هذا المقصود و إنما نسجب قول الشابي ” هلموا هلموا” و نذكر اثر ابن المقفع كليلة و دمنة الذي نعتبره مدرسة أحكام العقل غاية بلوغ المنشود كما يعلم الأثر الأدبي القاريء إلى ضرورة مواجهة المحنة بصفة جماعية لا فردية و نقصد ان الحزمة من الحطب يصعب كسرها في المقابل ان عود الحطب لا يصمد لحظات من الزمن …. هذا التحليل يجعلنا اليوم أمام الاختيار العقلاني الموضوعي و يجبرنا إلى تشغيل محركات العقل و ان نكون مجموعة واحدة قادرة على كسر صعاب المحن و تحطيم مصاعب نيل الأماني من أجل حصاد وفير يختزل في بلوغ المنشود و امتلاك مشروعية حقنا في الحياة …..
الرسالة واضحة إلى أهالي قفصة و هذا خطاب توحيدي إلى تنسيقيات جهوية متأثرة منفصلة مستقلة كل حسب مطالبه و مسار النضال من حيث الزمان والمكان.. اليوم نحن مع تطورات جديدة و انتظارات لانعقاد مجلس وزاري خلال الأيام القادمة من أجل تدارس الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بين مشاغل و مشاكل اهالي قفصة و نحن ننتظر الإصدار إلى قرارات لمعالجة الأوضاع بعد الاستماع إلى مطالب ممثلي الجهة….
لكن نحن اليوم من واجبنا مواجهة الأوضاع بلغة الجمع لا بمنطق الأفراد. من واجبنا فتح حوار جهوي يجمع جميع ممثلي معتمديات ولاية قفصة.. كما يجب دعوة الجميع إلى المشاورات و تشريك جميع التنسيقيات الجهوية و استدعاء إطارات أبناء قفصة و فسح المجال أمام حضور ممثلي القطاعات و المؤسسات و أرباب المهن الصغرى و إعطاء الكلمة الي رجال الأعمال و الإصغاء إلى كافة مكونات المجتمع كما يجب إدراج مشاغل المرأة الريفية و المعوقين و فاقدي السند المادي و ضعاف الحال بالمناطق الريفية…
و نريد التأكيد ان الحوار جهوي يجمع الجميع تحت سقف الثقة المتبادلة بين الجميع و حسن إدارة أزمة الأزمة.. لأن الأمر يتطلب حسن التدبير و التسيير و هذا موعد لن يتكرر و هذا مصير أهالينا لا مجال إلى التلاعب و التهاون و إهدار الفرصة… علينا جميعا الإلتفاف حول ناطق رسمي باسم كافة أهالي قفصة و يجب صياغة مطالبنا إجمالا داخل وثيقة واحدة و ان نواجه مصيرنا حزمة واحدة…. لا مجال إلى الإنفراد بالرأي و لا سبيل لمن توسوس إليه نفسه التشويش او التشويه او أحداث الفوضى و التسيب… الحوار اساس النجاح و كل النقاط يقع تدوينها داخل وثيقة المطالب لأهالي قفصة….
اليوم نحن أمام مرحلة النضال تتطلب الوحدة إلى كافة أهالي قفصة و تستدعي حسن الدفاع عن حقوقنا المشروعة
اليوم قفصة في حاجة إلى كل سكانها
عاشت قفصة الأبية و عاشت تونس حرّة مستقلّة أبد الدهر
يكتب اليكم // نورالدين بلقاسم