لماذا لا تملك المنظومة الصحية في تونس طائرات الاسعاف؟

 

قرأت الكثير مثلكم عن نقل محرزية في طائرة خاصة إلى فرنسا، الحقيقة هذا الموضوع لا يهمني كثيرا، ولكن وددت ان أفتح معكم موضوع منظومة الاسعاف عبر الجو.

يتساءل الكثير منكم عن التكلفة الفعلية لطائرة الإسعاف وجدوى استعمالها ومدى قدرة دولة مثل تونس على امتلاكها ضمن منظومتها الصحية.

وهنا أنوه ، جماعة انه ليس لنا امكانيات ودولتنا فقيرة وغيرها من الحجج الواهية هذه التدوينة لا تعنيكم لاني اكتب لجيل سيفعل ويحقق غدا افضل، وليس لجيل تشرب الهزيمة ورضي بالدونية دون الأمم.

بعد إصابة الانسان فان اي طبيب سيحدثكم عن مدى اهمية الاسعافات الأولية واهمية سرعة الوصول الى المصاب على عين المكان ، فكل دقيقة تمر بعد الاصابة لا قدر الله تعني الخط الفاصل بين الحياة والموت وفِي بعض الأحيان فان الوصول بالسيارات غير مجد لاسباب ليس هذا مجال شرحها.

ثانيا فان اكتساب الدول لمثل هذه الوسائل المكلفة نسبيا ضمن منظوماتها الصحية ينبع من فلسفة قيمة الإنسان في تلك الدول، ولان الانسان هو محور الدولة فان انقاذ حياة انسان لا تقاس بتكلفة ذلك الانقاذ وانما بالانقاذ في حد ذاته ، للاسف هذه قيمة من قيم ديننا ولكن نسيناها، قال تعالى: ” ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا” .

لنعد الان الى التكلفة ومما تتكون:

لا اظنها عملية معقدة جدا، فستجد ان تكلفة الاسعاف الجوي تتكون اساسا من الطايرة والطاقم الطبي والوقود.

لنبدأ بالوقود، تونس دولة منتجة للطاقة ودون ان نفتح سؤال أين البترول ، انظروا الى اتفاق الكامور لتعلموا ان تونس بلد غني بالطاقة واننا نجاور دولتين شقيقتين غنيتين بالطاقة أيضًا،

ثانيا : الطاقم الطبي، في الاصل انه لا يختلف عن الطاقم الأرضي سوى القدرة على التحليق والعمل في الجو، ولعل أهمهم قائد المروحية ، وغني عن القول اننا نملك من الشباب المؤهل والقابل للتاهيل ما يزيد عن الحاجة.

ثالثا : المروحية في حد ذاتها، ليست من المروحيات المعقدة فكل ما هو مطلوب في مواصفاتها هو القدرة على الاقلاع والهبوط وعلى عكس المروحيات القتالية لا تحتاج الى قدرة على المناورة او تصفيح لمقاومة الرصاص او القدرة على حمل اسلحة ومعدات. وبالتالي فان اسعارها تتراوح ما بين عشرة وعشرين مليار من المليمات.

في تونس نحتاج الى حوالي عشرين مروحية إسعاف بتكلفة في حدود 200 مليار من المليمات.

لقد عرضت ايطاليا ايام حكم الترويكا على تونس انشاء مصنع هيليكوبترات مشترك ليبي جزائري ايطالي تونسي في تونس ومشاركة تونس المادية لا شيء غير الارض والمقر المدفوع، تدخلت فرنسا وضغطت على الجبناء ومنعت قيام هذا المشروع . سمعت هذا مباشرة من مصدر قريب من المفاوضات مع الايطاليين.

يعني اما نشتري بمبلغ قدره حوالي 200 مليارا وفي احسن الظروف ندخل عالم الصناعة.

هذه من الصناعات التي يمكن ان نتخصص فيها ويمكننا ان نبدع فيها انتاجا وتطويرا.

كما ترون ليست من المعجزات ، لو تدفع شركة الملح الفرنسية ما عليها من الضرائب فقط وحلال عليها الباقي فقط لكفانا ذلك ، لان مداخيلها حوالي الف مليار في السنة كما فصلت ذلك في تدوينة سابقة، يعني ضريبة عشرين بالمية تكفي وزيادة….

 

محمد علی الحراث لندن

Comments are closed.