صنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب شخصيته السياسية من خلال إطلاق ألقاب على منافسيه، وصار مؤيدوه يتناقلونها عنه. لكن بعض تعليقاته على شخصيات نسوية بارزة كانت جارحة للغاية، وواجهت انتقادات، لكونها عنصرية ومثيرة للانقسام. ويتلقى خصومه من الرجال قدراً من النقد مثل النساء، لكن تعليقاته ضد الإناث غالباً ما تتركز على إشانة مظهرهن، والسخرية من ملامحهن الجسدية، وغالباً ما يبدأ إطلاق نعوته بعبارة «تلك المرأة»، ويذهب الى أبعد من ذلك ليقارنهن بالحيوانات.
وتقول المديرة التنفيذية لمؤسسة الإعلام النسائي الدولي، إليسا ليس مونوز، إن هذه الهجمات المنتقاة ضد النساء تُظهر جميعها نزعات معادية للمرأة. وتضيف «نحن نعلم أنه لا يميز بين الجنسين في ما يتعلق بانتقاده وهجماته، لكننا لاحظنا بشكل خاص الطريقة التي يهاجم بها النساء، وهو هجوم جنساني للغاية، يوضح بعض الميول المناهضة للنساء التي تظهر على الإنترنت وفي الشوارع كل يوم». بدأ سلوك ترامب الانتقادي قبل وقت طويل من إعلانه ترشيح نفسه للرئاسة في يونيو 2015. ولكن يبدو أن البعض كانوا مخطئين عندما ظنوا أن سلوكه قد يتغير بعد دخوله المكتب البيضاوي.
هيلاري كلينتون
ليس مفاجئاً أن يوجه ترامب انتقاداته اللاذعة لإحدى أشهر النساء، وهي منافسته المرشحة الرئاسية الديمقراطية لعام 2016، هيلاري كلينتون. من الطبيعي أن ينتقد المرشحون بعضهم بعضاً، إلا أن نوع النقد الذي أطلقه ترامب ضد منافسته السياسية أثار الدهشة. أول انتقاد وجهه لها كان في أبريل 2015 عندما قال: «إذا لم تستطع هيلاري كلينتون إرضاء زوجها، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تستطيع إرضاء أميركا؟»، واستمر في إطلاق العبارات المبتذلة، حيث زعم أن كلينتون «تعرّضت للتحرش» من قبل الرئيس باراك أوباما خلال السباق الرئاسي لعام 2008. وعدل ترامب في وقت لاحق من لغته عندما زعم أنه كان يعني أنها «تعرضت للضرب المبرح». تحوّل ترامب بعد ذلك إلى جانب آخر من زعمه ضد كلينتون خلال السباق الرئاسي لعام 2016، وهو سلوك سلكه مع نساء أخريات ظل يكرههن. وقال في مقابلة أجرتها معه شبكة «إيه بي سي نيوز» في سبتمبر 2016: «لا أعتقد أنها تتمتع بمظهر رئاسي، حيث يتطلب الوضع نظرة رئاسية»، ووصفها بـ«المرأة السيئة» و«الملتوية»، كما استعدى عليها مؤيدوه ليهتفوا ضدها «احبسها.. احبسها».
ميغين كيلي
استشاط ترامب غضباً من الصحافية ميغين كيلي، بعد أن ساعدت في تنظيم مناظرة رئاسية للحزب الجمهوري في أغسطس 2015 أثناء عملها في قناة فوكس نيوز. كان سؤالها الأول موجهاً إلى المرشح الجمهوري آنذاك، ترامب، وسألته عن سبب إطلاق لقب «الخنازير السمينة»، و«القذارات»، و«الكلاب» على النساء. وفي ما بعد علق ترامب في مقابلة بعد المناظرة على كيلي، مشوهاً سمعة هذه الصحافية «لقد أخذت تسألني كل أنواع الأسئلة السخيفة، كان بإمكانك أن ترى الدم يكاد يتفجر من عينيها، وينزف منها في كل مكان». كما وصفها بأنها «دلوعة» في انتقاداته، وأنها «تقيّم نفسها أكثر من اللازم».
ليزلي ستال
أجرت الصحافية المخضرمة ليزلي ستال مقابلة مع ترامب أو حاولت إجراء مقابلة معه في مقطع مدته 60 دقيقة تم بثه أخيراً، كان من المفترض أن يضم مرشحين آخرين للرئاسة. لكن ترامب غادر المقابلة في وقت مبكر، وشنّ سلسلة من الهجمات ضد ستال على «تويتر»، بما في ذلك اتهامها بعدم ارتداء قناع. وخلال حملة انتخابية حاشدة، يوم الثلاثاء الماضي، ادعى ترامب أن «الشرر كان يتطاير من عينيها»، مستعيراً تقريباً جزءاً من العبارات التي أطلقها على كيلي عندما أجرت مقابلة معه «الدم يكاد ينفجر من عينيها..». واتهم ستال بالحضور إلى المقابلة بـ«فكرة سلبية مسبقة» عندما ضغطت عليه بشأن خطابه ضد ارتداء الكمامة، وعقد التجمعات الكبيرة وسط جائحة فيروس كورونا. والآن، وظفت ستال فريقاً أمنياً، بعد أن تلقت تهديدات بالقتل.
نانسي بيلوسي
اشتبكت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، مع الرئيس بشأن عدد من القضايا السياسية، حيث كثيراً ما يُظهر ترامب ازدراءه لكبار الديمقراطيين، وكثيراً ما يصف بيلوسي في تغريداته بأنها «مجنونة» و«مريضة جداً». في مايو 2020، أعاد ترامب إطلاق تغريدات عدة كان قد أطلقها مرشح الكونغرس الجمهوري السابق، جون كي ستال، استهدفت بيلوسي. فقد غرّد ستال «هل يعرف أي شخص ما الذي يحدث مع بيلوسي؟ لقد لاحظت أخيراً أن وجهها يبدو لامعاً، وأنها ترتدي مجموعة من الحواجب ذات العلامات التجارية السيئة». وزعمت تغريدة أخرى لستال، أعاد الرئيس مشاركتها، أن رئيسة مجلس النواب كانت ترتدي أطقم أسنان وتشرب الكحول «أثناء العمل».
كمالا هاريس
بمجرّد أن تم الكشف عن أن كمالا هاريس ستترشح نائبة للمرشح الرئاسي الديمقراطي، جو بايدن، أخرج الرئيس من جعبته إحدى وصفاته المفضلة في وصف الإناث لينعتها بـ«القذرة». وعند حديثه إلى الصحافيين في أغسطس 2020، قال ترامب إن هاريس كانت «بغيضة للغاية»، ووقفت ضد ترشيح القاضي، بريت كافانو، في المحكمة العليا خلال جلسة تأكيده في المنصب.
واتهم ترامب السيناتور هاريس بأنها اشتراكية، لكنه مال في هجومه أكثر نحو النوع في خطاب حاشد أخير، وقال مستهدفاً هاريس: «لا ينبغي أن يكون لدينا اشتراكيون، ولن يكون لدينا رئيس اشتراكي، ناهيك عن رئيسة اشتراكية». وفي هجوم آخر على هاريس، وهي أول مرشحة سوداء من أصول آسيوية لمنصب نائب رئيس، لمّح ترامب إلى أنها لم تولد في الولايات المتحدة، وهو ادعاء كاذب أطلقه ضد سياسيين من الأقليات الأخرى مثل، باراك أوباما، ونشر شائعة كاذبة عن مكان مولدها، وتساءل عما إذا كانت هاريس يمكنها بالفعل خوض السباق الرئاسي.
وخلال مسيرة في حملته الانتخابية في 25 أكتوبر، سخر ترامب منها، متسائلاً عما إذا كانت هذه المرأة تتمتع بعقل سوي. واسترسل في سخريته «هل رأيتم أداء بايدن؟ الشيء الوحيد الذي كان على القدر نفسه من السوء هو كمالا، هاها، هذا مضحك للغاية.. هاهاها»، ويضيف «هل هناك خطأ ما في سلوكها؟». وادعى في مسيرة مختلفة أن هاريس «تضحك بشكل لا يمكن السيطرة عليه» عندما تكون غاضبة. ويسترسل «أتعلم ماذا تفعل عندما تغضب؟ تبدأ بالضحك، كما فعلت في برنامج 60 دقيقة، لا تستطيع السيطرة أبداً على ضحكاتها، وهذا يعني أنها غاضبة».
إليزابيث وارين
استخدم ترامب مراراً وتكراراً الشتائم ضد عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس، إليزابيث وارين، منذ بداية السباق الرئاسي 2016. الإهانات التي ألقى بها في وجهها تتمثل في وصفها بـ«البلهاء» و«البغيضة» و «الدنيئة». وعلى الرغم من أن ترامب قد تلقى ردود فعل عنيفة لاستخدامه باستمرار الافتراءات العنصرية، فقد كررها مرات عدة في تغريداته وأثناء تجمعاته الانتخابية.
جريتشن ويتمير
اكتسبت حاكمة ميشيغان، جريتشن ويتمير، اهتماماً وطنياً لمبادراتها داخل ولايتها للحد من انتشار فيروس كورونا، لكن هذه الحاكمة الديمقراطية أصبحت أيضاً اسماً مألوفاً بسبب الهجمات التي تتلقاها من الرئيس في خضم الوباء، حيث يشير إليها مقللاً من شأنها بـ«امرأة ميشيغان»، ووصفها بأنها «نصف بيضاء». وكتب على «تويتر» في أكتوبر 2020: «لقد اتخذت حاكمة ولاية ميشيغان اجراءً فظيعاً، لقد أغلقت ولايتها أمام الجميع، باستثناء أنشطة زوجها في ركوب القوارب». وردت الحاكمة، التي كانت ضحية مؤامرة خطف من قبل أعضاء ميليشيا يمينية متطرفة، أن ترامب وكلمات الجمهوريين الأخرى ضدها، أدت إلى تفاقم «الخطاب العنيف» عنها على الإنترنت.
روزي أودونيل
بدأ الخلاف بين الممثلة الكوميدية، روزي أودونيل، ونجم الواقع آنذاك دونالد ترامب في عام 2006، واستمر لعقد من الزمن بعد ذلك. وتضمنت معظم الخلافات إلقاء الشتائم على بعضهما بعضاً على «تويتر»، ووصفها ترامب بأنها «خاسرة للغاية» و«سمينة» و«حطام قطار».
كارلي فلورينا
قال ترامب عن المرشحة الجمهورية للرئاسة لعام 2016، كارلي فلورينا، خلال السباق التمهيدي: «انظروا إلى هذا الوجه! هل سيصوت أي شخص لها؟»، ويمضي في سخريته «هل يمكنكم أن تتمعنوا في وجه رئيسنا المقبل؟»، ويضيف «أعني، أنها امرأة وليس من المفترض أن أقول أشياء سيئة عنها، لكن في الحقيقة، يا رفاق أنا جاد في ذلك؟».
ميغان ماركل
خلال مناقشة بالفيديو مع الكاتبة النسوية، غلوريا ستاينم، في سبتمبر 2020، ألمحت دوقة ساسيكس، ميغان ماركل، إلى أنها ستدعم بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ثم سُئل ترامب عن تعليقه على دعمها لمنافسه، فردّ قائلاً: «أنا لستُ من محبيها»، وأضاف: «أتمنى الكثير من الحظ لهاري، فهو في حاجة إليه». وفي السابق، وصف ترامب ماركل بأنها «سيئة»، بعد أن تبين له أنها وصفته سابقاً بـ«المثير للانقسام»، وقال: «لم أكن أعرف ذلك، ماذا أستطيع قوله هو أنها بغيضة».
اكتسبت حاكمة ميشيغان، جريتشن ويتمير، اهتماماً وطنياً لمبادراتها داخل ولايتها للحد من انتشار فيروس كورونا، لكن هذه الحاكمة الديمقراطية أصبحت أيضاً اسماً مألوفاً بسبب الهجمات التي تتلقاها من الرئيس في خضم الوباء.
بمجرّد أن تم الكشف عن أن كمالا هاريس ستترشح نائبة للمرشح الرئاسي الديمقراطي، جو بايدن، أخرج الرئيس من جعبته إحدى وصفاته المفضلة في وصف الإناث لينعتها بـ«القذرة».
اشتبكت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، مع الرئيس بشأن عدد من القضايا السياسية، حيث كثيراً ما يُظهر ترامب ازدراءه لكبار الديمقراطيين، وكثيراً ما يصف بيلوسي في تغريداته بأنها «مجنونة» و«مريضة جداً».