زرت هذا الصباح المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد.. مستشفى كما لم نراه من قبل…تجمعات بالعشرات هنا وهناك داخل ساحة المستشفى.. الجميع في كآبة يراقب المشهد، قبل أن يقطع تركيزهم عويل النسوة وبكاء الرجال حرقة .. لاحظت سمة التعاطف بين الجميع والكل يحمل نفس الهموم… وجوه منهكة ومرهقة ، حزينة امام المدخل… وصناديق الموتى تخرج من الخلف وسط هدوء وسكون… أبواب مغلقة عليها لافتات تحذر من الفيروس اللعين… سيارات إسعاف تنتظر… إطارات طبية في حالة استنفار…وزوّار مكمّمون في حذر… صراحة وضع صحي حرج جداً في سيدي بوزيد…أهالي الموتى في حالة غضب ربما على إجراءات نقل موتاهم… فترة صعبة جداً غيرت الطباع وازّمت نفسية المواطن…
هي مشاهد متكررة، ألفها كل من زار يوما المستشفى وقسمه الاستعجالي.. فيها معارك شد وجذب، بين الكادر الطبي والمرضى… معاناة المرضى لا تقتصر على المرض نفسه الذي يعاني منه المريض بل يتعداه الى التعب الجسدي من طول الانتظار…او كما نقول بالعامية ( اللي مش مريض يمرض من معاناة الانتظار) !…. نفس المعاناة لا تقتصر على المرضى فحسب، إذ يشتغل الكادر الطبي وشبه الطبي في ظروف صعبة، تجعله في مواجهة تحديات كبرى في سبيل إنقاذ الأرواح ومعالجة المرضى… كان الله في عون الجميع.. ورحم الله ضحايا الكورونا….
ندق ناقوس الخطر… ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله..
منــير هــاني