نادية عكاشة .. في تنور الازمة ..

لماذا تثير هذه المراة جدلا في الاوساط السياسية.. ؟
هل يعود ذلك لدهاء مسكون فيها.. ؟
ام يعود لكفاءتها واقتدارها .. ؟
ما الذي يدفع خصوم الرئيس لاتهامها، ومعاودة اتهامها.. ؟

هل هي حقيقة تمتلك شخصية سياسية متضخة ومتعالية… ؟
أم إن خصومها ينفخون في صورة امراة مألوفة في سياق النفخ في صورة الخصم..؟

يبدو ان الرئيس قيس سعيد قد تعثر عثارا في سنته الأولى من الحكم…. سنة كاملة مرت من عهدة الولاية… لكنه ما قدر ان يحرك حجرا، ولا ان يبدل ريحا…

لقد اتضح ان الرئيس يعاني من بطانة تفتقد للكفاءة… والاقتدار والخبرة والمعرفة بالشأن السياسي…
فقد ارتكب خطيئة أولى باختيار شخصية الياس الفخفاخ كرذيس حكومة ، وهو الذي سقطت حكومته سريعا بتهم جشع الي الفساد..
ثم أخطأ قيس سعيد مرة ثانية حين اختار شخصية المشيشي كرئيس حكومة… وسرعان ما انقلب ضده، وتحول المشيشي الى التحالف مع خصوم الرئيس، ضد الرئيس…
فضلا عن ذلك… فقد بدا جليا، ان قيس سعيد يعاني من صعوبات في اختيار مساعديه… الذين استقال بعضهم… او افتقد رخرون للقدرة على معالجة أزمات الحكم وتصريف صراعاته…
لكن شخصية نادية عكاشة تحولت بمفردها الى ظاهرة سياسية في قصر قرطاج… انها تمارس وظيفة الحجابة، الحجابة كمصطلح سياسي في التراث العربي الاسلامي القديم… انها تحاول السيطرة على مراكز القرار في القصر، مثلما انها تحاول افتكاك المبادرة..
لكنها كمثل كل طامح سياسي انما تعاني من بعض النقائص… فهي لا تتحوز خبرة سياسية في ادارة ازات الحكم وصراعاته… وهي لا تتبنى مرجعية فكرية وايديولوجية تميزها وتحفزها في آن…
انها فقط استاذة تعليم جامعي مختصة في القانون الدستوري..
لكنها باتت تتخفى عن وسائل الاعلام، وتقلل جدا من المجاهرة بالتصريحات.. حتى بنت فوق راسها قبة من الغموض السياسي…
لذلك يفتش خصومها عن منهاج تفكيرها لتقدير ردود افعالها في السياسة…
قد يكون غيابها عن وسائل الاعلام، نقطة قوة في غموضها.. ؟
ولكن هذا الغياب المقصود قد يؤثر سلبا في زعزعة منزلة الرئيس في المخيال السياسي..

نادية عكاشة ، المراة المتعلمة التي لا تتبسم إلا لماما، ، تلك النحيلة، ذات الوجه الشاحب… تدير اليوم صراعات الرئيس في مواجهة الفاعلين في السياسة…
لكنها تتحرك وحدها في حلبة النزال، بلا فرسان من المقاتلة في السياسة، فرسان من ذوي الخبرة في المبارزة السياسية، وفي التدبير والحكمة والاستشراف.. وهذا ما جعلها هدفا سهلا لخصومها…
انها تريد ان تكَن وحيدة، تفكر، وتكتب، وتقرر، ان تنجز كل شيء وحدها، وهذا الحرص على غلبة الأنا.. هو معضلة رجل السياسة، حين يرى نفسه الفارس الوحيد الممتلئ بالقيم والافكار الجامعة… ذاك الذي يمتلك الحقيقة، وهو وحده من بعرف الحقيقة…
نادية عكاشة… ان استمرت في الابحار وحيدة، دون مدد، فسيتمزق شراعها في اول اعصار سياسي…
النعز الحاج منصور

Comments are closed.