هل يبقي ترامب على حظوظه في قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية رغم خسارته لجورجيا؟

يبدو أن عملية إعادة عد أصوات الناخبين في جورجيا لم تعزز آمال المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالبقاء لولاية ثانية في البيت الأبيض. وأكدت مجددا فوز جو بايدن فيها. لتتقلص أكثر طموحاته في قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالحه. لكن فريق حملته يركز حاليا على بنسلفانيا وميشيغان، إلا أن انتزاعمها أيضا لن يكون كافيا، إذ يتطلب منه الأمر الفوز بولاية ثالثة للتفوق عدديا على بايدن في المجمع الانتخابي.
أتت عملية إعادة عد أصوات الانتخابات الرئاسية في جورجيا عكس تطلعات المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

ووجه سكرتير ولاية جورجيا براد رافينسبرجر الجمعة ضربة جديدة لجهود لمحاولا ترامب اليائسة لقلب النتيجة لصالح، عندما أكد أن الفرز اليدوي والمراجعة لكل الأصوات خلصت إلى أن بايدن هو الفائز. وأصبح بايدن أول ديمقراطي يفوز بولاية جورجيا منذ عام 1992.

وقال رافينسبرجر وهو جمهوري ومؤيد لترامب “أؤمن بشعار الأرقام لا تكذب. بصفتي سكرتيرا للولاية أعتقد أن الأرقام التي قدمناها اليوم صحيحة”. ومضى يقول: “الأرقام تعكس حكم الناخبين، وليست قرارا من مكتب سكرتير الولاية أو المحاكم، ولا من حملتي المرشحين”. وقال رافينسبرجر في بيان أصدره بعد ذلك بساعات إنه يصادق على النتائج.

ترامب يحتج

وعبر ترامب عن سخطه وقال على تويتر إن مسؤولي ولاية جورجيا يرفضون “السماح لنا بالتدقيق في التوقيعات التي ستظهر مئات الآلاف من بطاقات الاقتراع غير القانونية”. وأشار إلى أن ذلك يحرمه ويحرم حزبه من “فوز كبير”. ولم يقدم ترامب ما يثبت مزاعمه.

وبعدما أخفقت محاولاته في جورجيا ومُني بسلسلة من الهزائم في ساحات المحاكم، ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة أن فريق ترامب يعلق آماله على محاولة لدفع المجالس التشريعية، الخاضعة لسيطرة الجمهوريين في ولايات حاسمة أخرى فاز بها بايدن، لتعليق النتائج وإعلان ترامب فائزا بالتصويت.

ويركز الفريق حاليا على بنسلفانيا وميشيغان، لكن حتى إن تحولت الولايتان لصالحه فسيحتاج ترامب إلى قلب نتيجة التصويت في ولاية ثالثة للتفوق على بايدن في المجمع الانتخابي.

وإجراء استثنائي كهذا سيكون سابقة في التاريخ الأمريكي الحديث. فلا يحتاج ترامب إلى تدخل المجالس التشريعية في ثلاث ولايات كما هو الحال الآن وحسب، بل سيحتاج بعد ذلك إلى إقرار الكونغرس والمحكمة العليا لهذه الإجراأت.

ولم تُثن الاحتمالات الضعيفة ترامب عن مسعاه. ويستقبل الرئيس بالبيت الأبيض اليوم الجمعة زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ في ولاية ميشيغان مايك شيركي، ورئيس مجلس النواب هناك لي تشاتفيلد. وينتمي الاثنان للحزب الجمهوري.

وعلى الرغم من عدم عثور مسؤولي الانتخابات على أي مخالفات كبيرة، فإن معظم الجمهوريين البارزين لا يزالون يؤيدون زعيمهم أو يدعمونه في صمت لكن عددا قليلا منهم، ومن أبرزهم السناتور والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، تحدثوا علنا ضد الرئيس.

بايدن يستعد لدخول البيت الأبيض

ويستعد الديمقراطي بايدن لتولي السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، لكن ترامب المنتمي للحزب الجمهوري يرفض التسليم، ويبحث عن سبيل لإبطال أو قلب نتائج الانتخابات في عدد من الولايات زاعما حدوث تزوير واسع النطاق.

وواصل بايدن الذي أتم 78 عاما اليوم الجمعة وضع قواعد إدارته واختار لويزا تيريل مديرة لمكتب البيت الأبيض للشؤون التشريعية، وهو نقطة التنسيق الرئيسية مع الكونغرس، كما أعلن عن المزيد من المناصب.

وسيلتقي بايدن أيضا بزعماء للحزب الديمقراطي في الكونغرس من بينهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.

ويسعى الديمقراطيون لإقرار حزمة إنقاذ أخرى بتريليونات الدولارات، لتخفيف الأثر الاقتصادي لوباء فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 252 ألف أمريكي.

وتفوق بايدن على ترامب في التصويت الشعبي بفارق يقارب ستة ملايين صوت بما يمثل 3،8 نقطة مئوية. لكن نتيجة الانتخابات تحسم بناء على أصوات المجمع الانتخابي إذ يحصل الفائز بالتصويت الشعبي في كل ولاية على الأصوات المخصصة لها في المجمع الانتخابي والتي تتحدد وفقا لعدة معايير من أبرزها الوزن السكاني للولاية.

وحصل بايدن على 306 أصوات مقابل 232 لترامب في المجمع الانتخابي الذي يحدد الفائز بالانتخابات، وهو ما يزيد كثيرا على الأصوات اللازمة للنصر وعددها 270. ويجب على كل الولايات توثيق النتائج الرسمية قبل ستة أيام على الأقل من انعقاد المجمع الانتخابي في 14 ديسمبر/كانون الأول.

 

فرانس24/ أ ف ب

Comments are closed.