يكفي يا شعب … يكفي من تحريك أقلام صفحات الفايسبوك الماجورة لتشويش عنو التشويش عن مسار عمل الحكومة … يكفي يا شعب لا للفوضى و التسيب و التشرد و الانحطاط الفكري السياسي و الاجتهاد من خلال استعمال كل السبل الناتجة و الغير شرعية غاية قمع الحراك الشعبي لتقرير المصير… يكفي يا شعب لا نقبل الركوب على الأحداث و صناعة الأفلام البطولة و تحريف سطور التاريخ من خلال البيع و الشراء بالمزاد السياسي إلى ارادة الشعب و افتكاك مشروع الثورة و دهس أهدافها بعد قتل الطموح و الحلم في نفوس الناس الباحثين عن الحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية و السياسية … يكفي يا شعب لا مجال إلى الانتهازية و إهدار الوقت لان الأوضاع أصبحت تنذر بالخطر و الأحوال غير قابلة إلى التأخير و التأجيل…. نحن يجب البحث عن البديل الذي يصنع المستقبل من خلال تواجد مخطط الإصلاح و البناء و توفير الإرادة السياسية القادرة على قيادة البلاد و إعادة دور و مفهوم الدولة و ترميم العلاقات الخارجية الديبلوماسية لرعاية حسن التعايش السلمي لأبناء تونس بالخارج ….. يكفي يا شعب نحن الشعب الذي يجلس في المقاهي لساعات يناقش التفاهات و يجادل في مواضيع ليس تعنيه و ليس إليها علم او تهم حياته و معيشته و مستقبله … يجلس لحراسة و نقد و تعقب خطوات هذا و ذاك .. و يشتم رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة و الوزراء و رجال البرلمان و أهل الإعلام و كل إطارات العليا بالمناصب المدنية .. و يريد دولة مثل السويد و الدانمارك و فرنسا و ألمانيا و أمريكيا ……
يكفي يا شعب من تجاهل واجباتك لأننا شعب ينقد البلدية التي لا تجمع النفايات التي يرميها مبعثرة في الشارع او أمام باب منزله أو من نافذة السيارة .. و يشتكي البلدية التي لا تنظف الساحات التي يتبول فيها .. و يلعن شركة النقل الجماعي العمومي التي لم تغير زجاج حافلة النقل التي كسرها رميا بالحجارة .. و لم تغير مصباح الإنارة الذي كسره طفله و هو يمارس هواية الرماية بالحجارة ..
يكفي يا شعب كم نحن نتذمر من غلاء أسعار المواد الغذائية و يتسابق و يتنافس في شراءها و تكديسها .. و يرمي بقايا أطعمته الكثيرة بعد ذلك في القمامة .. نحن من أكثر الشعوب رميا للنفايات المنزلية …..
نحن شعب بعد كل مباراة لكرة القدم نكسر كل شيء داخل الملعب وخارجه … الكراسي و المرافق .. و الحافلات التي ستقلنا إلى منازلنا .. و نكسر بعد ذلك عظام بعضنا .. سواء خسر فريقنا أو ربح ثم نفتخر بأوروبا….
يكفي يا شعب….. نحن شعب يلعن المعلمين و الأطباء و المهندسين و الموظفين و التجار و الحرفيين و المقاولين .. مع أن الشعب هو كل هؤلاء … نحن شعب أصبحنا لا نحترم المقامات.. حيث نعيش الفوضى الاجتماعية و خسرنا عادات احترام الأكبر سنا و الأقربون و إعطاء لكل مقامه و اطاره بالتبجيل و الاحترام…
نحن شعب يريد الزيادة في الأجور و لا يريد الزيادة في الإنتاجية .. يريد المزيد من الحقوق و لا يؤدي القليل من الواجبات..
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..”…
يكتب اليكم نورالدين بلقاسم