احتجاجات ذات طابع اجتماعي تجتاح أحياء تونسية، وسط مخاوف من الانفلات الأمني و تدهور الوضع الصحي .
ورغم فرض الحجر الصحي الشامل في تونس، تواصلت الاحتجاجات الاجتماعية ليلًا في عديد الجهات أبرزها سليانة وسوسة وضواحي العاصمة تونس.
وعلى خلفية اعتداء أمني بالضرب والإهانة على راعي أغنام بمدينة سليانة بسبب عدم امتثاله لقانون الطرقات، تواصلت الاحتجاجات الليلية، لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على ما اعتبره المتظاهرون “تجاوزات أمنية بحق الطبقات الفقيرة”.
وتوسعت رقعة الاحتجاجات في المحافظة مما اضطر قوات الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة.
وأفاد شهود عيان، بأن معظم المحتجين من فئة الشباب ممن تجاوز عددهم الألف، وحاولوا اقتحام المقر الأمني بالمحافظة.
وأعادت عملية الاعتداء على الراعي إلى أذهان التونسيين حادثة محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه في 17 ديسمبر2010، احتجاجا على الاعتداء عليه من قبل شرطية.
من جانبها، ردت الداخلية التونسية على حادثة الاعتداء على الراعي، مشيرة في بيان لها، إلى أنها أطلقت إجراءات لتتبع الأمني قضائيا، ومعاقبته إداريا ونقله للعمل خارج محافظة سليانة.
وفي سوسة، كسر محتجون غاضبون الحجر الصحي، وأحرقوا العجلات المطاطية وسط المدينة للمطالبة بالتشغيل والتنمية، حسب ما أفاد به شهود عيان .
ورافقت التحركات عمليات خلع للمحلات التجارية والاعتداء على مقرات أمنية ورشق قوات الشرطة بالحجارة.
المشهد نفسه تكرر في منطقة “الكرم” ، والتي كانت مسرحا لمواجهات أمنية بين مئات الشباب وقوات الأمن، ما أسفر عن إصابة أمنيين بجروح متفاوتة الخطورة.
مصادر أمنية حذرت من أن الاحتجاجات المتزامنة ( فجر السبت) في كل من سوسة وضواحي العاصمة تحركها أياد إجرامية في البلاد، تريد زعزعة الاستقرار ونشر الجريمة.
ولفتت إلى أن وزارة الداخلية فتحت تحقيقا في ملابسات الحوادث المتزامنة والأطراف التي تقف وراءها، خصوصا في ظل فرض حالة الطوارئ بالبلاد.