قال مسؤولون إن الطائرة الإندونيسية التابعة لشركة “سريويجايا”، التي تحطمت في البحر يوم السبت الماضي، اجتازت فحصا لتحديد صلاحيتها للطيران الشهر الماضي.
وكانت الرحلة “إس جيه 182″، التي توقفت خلال الفترة بين مارس/آذار 2019 وديسمبر/كانون الأول الماضي، قد استأنفت رحلاتها التجارية في 22 ديسمبر/كانون الأول.
وأظهرت النتائج الأولية أن الطائرة كانت لا تزال تعمل وسليمة قبل تحطمها.
وكان على متن الطائرة 62 راكبا عندما سقطت في بحر جاوة، ولا يزال سبب تحطم الطائرة غير معروف.
وحددت الشرطة الإندونيسية، يوم الاثنين، هوية أولى الضحايا وهي أوكي بيسما، مضيفة طيران تبلغ من العمر 29 عاما، كانت على متن الطائرة.
وقالت وزارة النقل الإندونيسية يوم الثلاثاء إن الطائرة طراز بوينغ 737 توقفت عن العمل خلال فترة الوباء، وخضعت لعملية فحص في 14 ديسمبر/كانون الأول.
وبدأت أول رحلاتها بعد خمسة أيام بدون ركاب، ثم استأنفت رحلاتها التجارية بعد ذلك بوقت قصير.
وقالت اللجنة الوطنية لسلامة النقل إن النتائج الأولية أظهرت أن الطائرة وصلت إلى ارتفاع 10900 قدم (3.3 كلم) في الساعة 14:36 بالتوقيت المحلي يوم السبت (07:36 بتوقيت غرينتش)، ثم هبطت هبوطا حادا إلى 250 قدما في الساعة 14:40 بالتوقيت المحلي، قبل أن تتوقف عملية إرسال البيانات.
وقال سويرجانتو تجاهجونو، رئيس اللجنة، إنه عُثر على قرص محرك الطائرة التوربيني بشفرة مروحة تالفة، مستبعدا بذلك نظرية تقول إن الطائرة انفجرت في الجو.
وأضاف سويرجانتو في بيان صحفي مكتوب: “تشير شفرة المروحة التالفة إلى أن المحرك كان لا يزال يعمل عندما تحطمت الطائرة، الأمر الذي يتفق أيضا مع الاعتقاد بأن نظام الطائرة كان لا يزال يعمل عندما هبطت إلى ارتفاع 250 قدما”.
ما هو التقدم المحرز حتى الآن؟
تقول فرق البحث إنها حددت موقع الصندوقين الأسودين للطائرة وتجري عملية تمشيط للمياه بغية العثور عليهما.
بيد أن اللجنة الوطنية لسلامة النقل قالت يوم الثلاثاء إن الجهاز المستخدم لتحديد موقع الصندوقين الأسودين تعرض لـ “مشاكل فنية أو تلف معدات”.
ويُطلق على الصندوقين الأسودين للطائرة رسميا اسم مسجل بيانات الرحلة ومسجل الصوت في قمرة القيادة، وهما يخزنان بيانات الطائرات، ويمكن أن يوفرا معلومات بالغة الأهمية أثناء التحقيقات في حوادث الطيران.
وأضافت السلطات أنها كانت تنتظر وصول “محدد مواقع” جديد من سنغافورة.
ومن غير الواضح كيف يؤثر محدد الموقع التالف على عملية البحث، بيد أن التلفزيون المحلي أظهر يوم الثلاثاء لقطات لغواصين لا يزالون يبحثون عن الصندوقين الأسودين.
واستطاعت فرق الإنقاذ انتشال العديد من أجزاء الحطام وأشلاء بشرية وملابس للركاب.
وقال يودو مارغونو، رئيس أركان القوات البحرية، خلال مؤتمر صحفي: “يوجد كثير من الحطام، استطعنا رفع بعض الأجزاء فقط، نأمل أن نعثر على المزيد من (المسجلات)”.
وتقول وكالة “فرانس برس” للأنباء إن نحو 2600 شخص شاركوا في عملية البحث أمس، إلى جانب ما يزيد على 50 سفينة و13 طائرة.
ويجري محققون بالفعل فحص قطع يعتقدون أنها عجلة وجزء من جسم الطائرة، كما أن توربينا من أحد محركاتها كان أيضا من بين الحطام المنتشل.
ويقول مسؤولو سلامة النقل إنهم في المرحلة الثانية من عملية تحقيق تتألف من خمس مراحل، وتركز هذه المرحلة على جمع البيانات وقد يستغرق الانتهاء منها ما يصل إلى عام.
ماذا حدث للطائرة؟
غادرت طائرة الركاب التابعة لشركة سريويجايا اير من مطار جاكارتا الساعة 14:36 بالتوقيت المحلي (07:36 بتوقيت غرينتش) يوم السبت.
وبعد دقائق، في تمام الساعة 14:40، سُجّل آخر اتصال بالطائرة، وفقا لوزارة النقل.
وتستغرق الرحلة المعتادة إلى بونتياناك، في مقاطعة كاليمانتان الغربية في غرب جزيرة بورنيو، 90 دقيقة.
ويُعتقد أن الطائرة كان على متنها 50 راكبا، من بينهم سبعة أطفال وثلاثة رضع، و12 من أفراد الطاقم، على الرغم من أن الطائرة تتسع لـ 130 راكبا. ويقول مسؤولون إن جميع ركاب الطائرة إندونيسيون.
وثمة اعتقاد بأن الطائرة سقطت من ارتفاع يزيد على ثلاثة آلاف متر في أقل من دقيقة واحدة، وفقا لموقع تتبع الرحلات الجوية Flightradar24.com.
وقال شهود إنهم شاهدوا وسمعوا انفجارا واحدا على الأقل.
وتأسست شركة سريويجايا في عام 2003، وهي شركة طيران محلية أسعارها مخفضة تنظر رحلات إلى وجهات إندونيسيا وغيرها من وجهات جنوب شرق آسيا.
والطائرة المفقودة ليست من طراز 737 ماكس، وهو طراز لبوينغ توقف من مارس/آذار 2019 حتى ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد حادثين مميتين.