تقولو علاش 10 سنين ما عملتو شيء والبلاد ماشية لتالي؟ الفضائح المدوية للإدارة العميقة تتواصل في ظل انهيار الدولة ..

الفضائح المدوية للإدارة العميقة ضد رؤساء البلديات تتواصل في ظل انهيار الدولة
اللي صار لرئيسة بلدية نابل السيدة بسمة معتوق نهار الإثنين 10 جانفي في مطار تونس قرطاج دليل آخر على وجود مافيا مجرمة في عمق الإدارة التونسية تخدم ليل ونهار باش تفشّل التجربة الديموقراطية ملّي فاقو من دوخة 14 جانفي 2011 لليوم.
السيدة بسمة معتوق، وهي أيظا نائبة الرئيس للمنظمة الوطنية للبلديات التونسية، مشات عملت اختبار لفيروس الكورونا مع مؤسسات الصحة العمومية خاطر كان تتسعد للسفر لتركيا. نتيجة الاختبار جات ايجابية( مستشفى شارل نيكول) رغم اللي السيدة بسمة في صحة وعافية تامة (موش برك ما عندهاش أعراض) اللي خلّاها تشك في نتيجة الاختبار وتمشي تعمل اختبار آخر في مختبر خاص مرخص له من الدولة ونتيجتها جات سلبية.
خذات نتيجة الاختبار الثاني وتوجهت للمطار وقدمتو في التسجيل وما نعرفش هل هو اجراء عادي ام خاص لقات في التسجيل الي هي مكورنا لكن قبلوا منها الاختبار وتعدات الديوانة و قبل ما تطلع الطيارة تفاجئت هي و الي معاها بإقافهم و منعهم من السفر. علاش؟ قالولها جاتهم تعليمات
رجعنا لعهد التعليمات و هاك اللغة منين التعليمات
من إدارة الصحة اعلمهم اللي هي مصابة بالكرونا وطلبو منهم يمنعوها من السفر، وكي احتجت بوجود اختبار آخر يقول اللي هي موش مصابة قالولها ما يهمناش وقالولها لا عندك الحق تسافر ولا تروح حتى نشوفو آش باش يوقلولنا نعملو.
تم ايقاف السيدة الرئيسة نهار كامل في المطار ورغم اتصالها واتصال الجامعة بعدد من الوزراء والمسؤولين وذوي الاختصاص اللي حاولو التدخل لفض هذا الإشكال الخطير وفهم ما يحصل، لكنهم لم يتمكنوا من فعل شيء وقالولنا بين السطور “أنو الأمر موش بيديهم” وان هناك امر كن وكيل الجمهورية الي تم في الوقت نفيه من قبل السلط المعنية بعد الاتصال بهم.
وبعد ساعات من الايقاف، تم إجراء تحليل جديد بطريقة اقل ما يقال عنها عدوانية و تركها و من معها في مكان مقفل طول النهار دون حتى شربة ماء و تم اقتياد السيدة بسمة اخار النهار لفندق في المنستير للخضوع لحجر صحي اجباري “على نفقتها” رغم انها طالبت بالخضوع للحجر الصحي في بيتها، وهو ما رفضته الشرطة اولا باصرار من الصحة العمومية على اقتيادها الى المنستير وقد تفهم جهاز الامن الموضوع و قيل بصريح العبارة لا دخل لهم التعليمات من وزارة.
وجاءت نتيجة الاختبار الجديد يوم الثلاثاء اللي كانت سلبية (معهد باستور) واكدت بالتالي صحة اختبار المخبر الخاص وخطأ نتيجة اختبار مستشفى شارل نيكول العمومي، وتم بالتالي اخلاء سبيل السيدة الرئيسة بعد أن تم حرمانها من السفر وبعد تعطيل جميع مصالحه وبعد احتجازها نهار كامل في المطار وبعد اقتيادها عنوة لفندق في المنستير…
وهوني عدة تساؤلات تفرض نفسها: كيفاش عرفت ادارة الصحة اللي السيدة الرئيسة مسافرة؟ ومسافرة في ذلك اليوم وعلى تلك الطائرة بالذات ليتصلوا في ذلك الوقت ويقع منعها ( قبل صعودها) مما يؤكد أن الأمر مدبر؟ وعلاش الاختبار الأول جاء ايجابي وقت اللي هي ما عندها شيء؟ هل هو خطأ مما يثير عديد الشكوك في المنظومة الصحية الكاملة لمقاومة الكورونا في بلادنا، أم أنه حركة مقصودة لهرسلة السيدة الرئيسة وازعاجها وهو ما يعد سابقة خطيرة وتجاوز لكل الخطوط الحمراء؟ وشكون عطى قرار منعها بالسفر وأصر على ذلك رغم تدخل مسؤولين أعلى رتبة من ضمنهم وزراء؟ شكون يحكم بالحق في هالبلاد، الوزراء والحكومة وأحزاب الأغلبية في البرلمان ورئيس الدولة كيما يحبو يفهمونا والا حفنة من المسامر المصددة التي تختفي وراء الستائر وتشكل مافيا حقيقية تمسك بخناق الدولة؟ واشكون في المطار اللي يقرر اناهو الاختبار اللي تعتمد عليه واناهو اللي ما تقبلوش وقت اللي الاختبار السلبي تعمل نهار بعد الاختبار الايجابي؟ وكيفاش تجي نتيجة اختبار في مؤسسة عمومية رسمية غالطة بذلك الشكل؟
وكيفاش يتم احتجاز شخص بذلك الشكل المهين وغير القانوني؟ هاذي رئيسة بلدية منتخبة وهيكل من هياكل الدولة والسلطة التنفيذية، أمّالة المواطن العادي شيعملو فيه؟ وكان جاء زميل معتمد والا والي زعمة يعملو فيه هكة والا خاطرها رئيسة بلدية وشفنا قداش من رئيس بلدية تعرض لتجاوزات خطيرة من قبل بعض الهياكل الأمنية؟ وعلاش يفرضو عليها حظر اجباري في فندق وعلى حسابها ولا يتم ارسالها لبيتها؟؟؟؟؟
وقتاش نفيقو اللي بلاد مشات للهاوية بسبب التخريب المتعمد للمسار الديموقراطي وعرقلة العمل الحكومي وعمل البرلمان ومؤسسات الدولة من قبل اللوبي الحقيقي الوحيد والأوحد وهو لوبي الإدارة العميقة الذي يرفض أي اصلاح يحرمه من امتيازاته ويغلق عليه سبّالة المال العام والرشوة اللي يشربو منها بلا انقطاع؟ و يقلك ما نحبوش الاحزاب تحكم علاش الإدارة العميقة ما هياش حزب ؟؟؟؟ بدعة تونسية بامتياز.
المصيبة الكبرى كي نعرفو زادة سبب سفر السيدة الرئيسة في مثل ظروف الجائحة هاذي. السيدة بسمة كانت تلبي في دعوة من بلدية تركية لزيارة مصانع كبرى لرسكلة النفايات ولمحاولة الحصول على هبات في هذا السياق أو اتفاقات شراكة، باش تمكن بلديتها من مشروع مهم بهذا الشكل.
وباش ما يقول حد من النبارة اللي السيدة الرئيسة تستغل في المال العام باش تمشي تحوّس، مشات على حسابها الخاص موش على حساب البلدية. اي نعم، في تونس كي مسؤول يصرف من مكتوبو، وياخو الريسك في هذا الوضع الوبائي، ويسلم في عايلتو ومصالحو باش يمشي يخدم بلادو، يجي تليفون يهبطو مالطيارة ويمزبلو ويبهذل بحالو ويعطلو خدمتو على أساس اختبار يظهر في لخر بالمكشوف اللي هو غالط.
وبعد تجموا تقولو علاش 10 سنين ما عملتو شيء والبلاد ماشية لتالي؟

عدنان بوعصيدة رئيس الجامعة الوطنية للبلديات التونسية:

Comments are closed.