بعد 10 سنوات من رحيل بن علي، يرى صاحب فيديو “بن علي هرب” المحامي اليساري والحقوقي التونسي عبد الناصر العويني أن “الثورة انحرفت عن مسارها، فالثورة رفعت شعار شغل – حرية – كرامة وطنية، وهي أمور مرتبطة ببعضها، فلا حرية بدون كرامة وطنية، ولا كرامة وطنية بدون شغل”.
“وبعد الثورة، تُرك التونسيون يعانون العوز مما يحد من حريتهم وينتقص من كرامتهم. فالبلاد لا تزال تعيش في ظل النمط الاقتصادي والاجتماعي نفسه، بالتركيبة عينها والسياسة غير العادلة ذاتها التى تعطي الأقلية امتيازات على حساب الأغلبية وهي السياسة التي كان يتبعها نظام بن علي”.
ويعزو ذلك إلى أن “انعدام الكفاءة السياسية شجع على اختزال زخم الثورة في عملية تحول سياسي فوقي. وهي عملية حاول فيها السياسيون تغيير المشهد السياسي وتغيير كيفية إدارة السلطة، دون ربط ذلك بمنجزات اقتصادية واجتماعية تغير نوعية حياة التونسيين، وهو ما اتضح في أول انتخابات بعد الثورة والتي أجريت في أكتوبر/ تشرين الأول 2011 “.
رغم ذلك لم يندم العويني على المشاركة في “ثورة الياسمين”، وأكد أن “واقعنا محبط بالنظر لتوقعات ما بعد الثورة، لكن ما حدث ملك للتاريخ وما نعيشه اليوم يعد في إطار التطور التاريخي، وعلينا تقييم واقعنا وفتح الآفاق لتطوير البلاد وتحسين حياة الناس”.
وترشح العويني لانتخابات المجلس التأسيسي 2011، والذي كان منوطا بمهمة التشريع وكتابة الدستور الجديد عام 2011 لكنه لم يفز. وتغير مفهوم عبد الناصر عن سبل النضال من أجل التغيير بين 2011 واليوم كثيرا.
ويقول: “كنت مؤمنا بأن تغيير الواقع يمكن أن يتحقق بالنضال اليومي، والضغط على السلطة ومؤسسات الدولة، حتى بعد انتخابات أكتوبر/تشرين أول 2011 التي انهزم فيها التقدميون واليساريون أمام الإسلاميين”.
“لكن بعد اغتيال اليساري شكري بلعيد في 2013، بت أرى أنه لا يمكن تغيير الواقع إلا من خلال الوصول إلى سدة الحكم ببرنامج قادر على تقديم مكاسب حقيقية للشعب”.