▪️▪️شاهدت مسلسلا وثائقيًا على “نتفليكس” عن تجربة مارادونا التدريبية في المكسيك، بعدما انتقل لتدريب فريق دورادوس دي سينالوا الذي يمثل مدينة شهيرة بالجريمة وعصابات المخدرات.
قبل وصوله اتصل مشجع غاضب بالإذاعة وقال محتجًا “انتداب مارادونا لتدريب فريقنا، يشبه اصطحاب مريض بالسكري إلى متجر الحلوى”.
لكن مارادونا جاء للعمل لا إلى متجر الحلوى، فقاد فريقًا مهلهلا في المراتب الأخيرة إلى الريادة بسلسلة من الانتصارات المتتالية التي قلما تحدث على ملاعب الكرة.
▪️ وبكثير من الحب والمساندة والحماس من لاعبيه الذين آزوه بشدة وصل إلى الصدارة، وخاض مع فريقه مباراة فاصلة للصعود إلى الدرجة الأولى، لكنهم خسروها ورافقت الكاميرا لحظاته المريرة التي عاشها بتأثر بالغ.
وأعاد مارادونا بصعوبة ترتيب البيت من جديد وكرر إنجاز العام السابق ووصل إلى المرتبة الأولى برغم مشاكله الصحية ودخوله المتكرر إلى المستشفى، ومجددًا فشل في المباراة الفاصلة الأخيرة، وكان التأثر أكبر من أن يوصف في كلمات، المشاهد في المسلسل الوثائقي الرائع، أصدق من كل وصف.
▪️مارادونا غادر المسكيك صيف 2019 دون أن يغرق من جديد في فخ إدمان المخدرات التي حطمت حياته، لكنه كان غارقًا في إدمان الخمور.
في هذا الشهر بينما يدرب فريق جيمناسيا الأرجنتيني انقطع بشكل مفاجئ عن الكحول، وبسبب أعراض الانسحاب المباغت التي ظهرت عليه بعدما كان يشرب بنهم، اضطر لتناول المسكنات، فتسببت له في تخثر في المخ.
وإن كان قد أقلع عن المخدرات من قبل، والخمور متأخرا جدا إلا أنه كان قد دمر حياته وانتهى الأمر، فارتبكت وظائفه الحيوية، الكبد والقلب والأوعية الدموية، وصرح طبيبه قبل 20 يومًا “نحتاج لتنظيف دييغو، وبعدها سنرى”.
🔸فات الأوان على ذلك، وغادر مارادونا الحياة اليوم، في يوم حزين لكرة القدم الجميلة، الكرة التي لا تعترف بالحسابات والخطط التكتيكة المملة، وبالصرامة، الكرة المجنونة التي لم نعد نشاهدها في أعوامنا الأخيرة..
▪️قد لا يكون مارادونا مدربًا كبيرًا، لكنه لاعب عظيم، من لم يشاهده يصول ويجول ملاعب الكرة فاته الكثير.
▪️في نهاية الموسم المجنون 1987 /1986 خرج المئات من مشجعي نابولي باتجاه المقبرة وهم يحملون جنازة وهمية لجوفنتوس، كانوا يهتفون كما لو أنهم يحاولون إيقاظ النائمين للأبد “لو تعلمون ما فاتكم”.
مارادونا الذي تفرد عن ميسي ورونالدو بقيادته منتخب بلاده إلى الفوز بكأس العالم 1986 بهدفين أسطوريين أحدهما بيده الخبيثة، استطاع أن يؤكد أن الكرة ليست لعبة جماعية عندما يتعلق الأمر بلاعب من قيمته ، يكفي فريق متوسط + مارادونا لبلوغ منصة التتويجات.
▪️المشاكس الذي لا يهادن، صاحب التصريحات النارية، والخرجات الغريبة كان يدرك أنه خطّاء، لذلك كان مستعدًا لتحمل كل التبعات فيقول “أنا مارادونا، الذي يصنع الأهداف، والذي يرتكب الأخطاء أيضا، بوسعي تحمل كل شيء، لديّ أكتاف عريضة بما يسمح لي بالقتال مع الجميع”.
▪️سئل اللاعب الإيطالي أليساندو ديل بيرو عن رأيه في مارادونا فأجاب ضاحكا “مارادونا أفضل من كرة القدم نفسها !!!”.
من لم يشاهد مارادونا يلعب فاته الكثير، هكذا كان مشجعو نابولي يريدون إخبار الموتى..
📍هل شاهدتم ماردونا يلعب قبل اعتزاله يوم 30 أكتوبر 1997؟
🔺شخصيا انطبع في مخيلتي، هدفه الرائع في شباك اليونان مونديال 1994 وصرخته إثره في وجه الكاميرا، فضلا عن صورته يغادر ملعبا أميركيا رجلا لرجل ويدا بيد مع ممرضة شقراء بعدما جرى اختياره لإجراء فحص الكشف عن المنشطات..