نشرت الفة الحامدي الرئيسة المديرة العامة للتونيسار المقالة تدوينة على حسابها الرسمي فايسبوك ردت فيها على النائب ياسين العياري مشيرة الى انه قام وبدون موجب يُذكر بانتقاد عشوائي لطرق عملها و رؤيتها لإصلاح المؤسسات العمومية مع التشكيك في كفاءتها.
وفي ما يلي نص الرسالة كاملة :
الي السيد النائب ياسين العياري الذي يقوم و بدون موجب يُذكر بانتقاد عشوائي لطرق عملي و رؤيتي لإصلاح المؤسسات العمومية مع التشكيك في كفاءتي مع العلم و انك اتصلت بي في السابق و شيّدت بكفاءتي،
إليك سيدي النائب بعض المعطيات :
اولا، و في علاقة بقبول الاتحاد العام التونسي للشغل بتسريح 1000 موظف في الخطوط التونسية أود ان أعلمكم بأن هذا القبول هو عبارة عن تنازل مزيّف اذ أتفق الاتحاد في السابق مع الحكومات الفارطة بأن يتقاضى كل من يتم تسريحه مبلغ 25 ألف دينار مع التزام الدولة خلاص أجور هؤلاء لمدة خمس سنوات.
هذا ما رفضت قبوله كرم ع سابق و أعتبرت أن هذا غير مقبول و هو ليس بتنازل خاصة في إطار ما تمر به التونيسار و الدولة اليوم من ظروف مالية صعبة. تسريح العمال يجب أن يكون بشروط معقولة و ليس من المقبول ان تسدد الدولة أجور خمس سنوات كاملة فالشباب العاطل عن العمل أولى بذلك.
ثانيا، في علاقة بالمبلغ الذي حددته فهو يا سيدي المبلغ الأدنى لأنني و هذا ما أأمن به كنت معوّلة على نفسي و على تاريخ الخطوط التونسية للبحث عن التمويل من البنوك في الخارج و عدم إثقال كاهل الدولة. بالطبع، كان بامكانكم كنائب شعب استدعائي الى مجلس النواب أو زيارتي في الخطوط التونسية كما فعل العديد من زملائك للبحث في سبل إنقاذ الخطوط التونسية و لكنكم لم تفعلوا ذلك.
ثالثا، و في علاقة بوسائل النقل الى مطار النفيضة، فهذا مشكل ثانوي و حله أسهل من بناء مطار جديد في أوتيك أو بناء سكك حديدية من الشمال الى الجنوب و كل هذه مشاريع كبرى لا تبرير اقتصادي لها باعتبار المطارات الموجودة في الشمال الغربي و الجنوب و لي في ذلك ان أقوم بدورة تكوينية مجانية لك و لأعضاء حزبك لكي تتمكنوا من فهم بعض معطيات تفعيل و تمويل المشاريع الكبرى.
رابعا، و باعتبار طموحكم السياسي و لا عيب في ذلك، اسمحوا لي بان أقدم لكم النصيحة من باب أنكم تحسبون على “الشباب” و نجاحكم هو ايضا نجاح الشباب:
اولا، عليكم بمقاطعة الذراع الإعلامي لمنظومة الفساد في تونس. يتمثل هذا الذراع الاعلامي في قنوات تلفزية كقناة التاسعة و برامج معينة كبرنامج وحش الشاشة للسيد سمير الوافي. لما أقول هذا؟ لانه و عندما تم استدعائي كرئيس مدير عام الى القصبة بتاريخ 15 فيفري، قام مستشارو السيد هشام المشيشي بطلب ان أقوم بالظهور مع السيد سمير الوافي” لتمرير بعض الرسائل” و هو ما رفضت القيام به.
كنت و في الماضي اعتبر السيد سمير الوافي مهرجا اعلاميا يسعى من خلال رداءة برنامجه الى تحقيق نسب مشاهدة عالية و لكن، تأكدت بعد طلب مستشاري رئيس الحكومة مني الظهور في برنامج وحش الشاشة بأن السيد سمير الوافي هو ليس فقط مهرج إعلامي و لكنه عميل أجندات مشبوهة يتواصل تأثيرها على الحكومات المتعاقبة.
نصيحتي لك هو الابتعاد كل البعد عن هذه المنظومة و عدم تشجيعها من خلال إضفاء مصداقية نائب شعب و الظهور فيها. هذا بالطبع، اذا اعتبرنا انك لم تنخرط في المنظومة الى حد الآن.
ثانيا، اعلم يا سيدي النائب بأن معركة الشباب اليوم و انت من السياسيين الشبان هي معركة ضد منظومة الفساد التي استفحلت في العديد من مكونات الحياة السياسية و الاقتصادية و اصبحت كالسرطان الذي في انتشاره يقوم كل يوم بقتل خلايا الاقتصاد و خلايا المجتمع التونسي الى أن يلفظ هذا الوطن انفاسها الأخيرة. انت اليوم، كنائب شعب شاب، تتمتع بالحصانة البرلمانية و هو ما يجعل محاربتك لمنظومة الفساد أسهل من اي شاب يتقلد منصب سامي في الدولة.
أدعوك الى التركيز على فتح ملفات الفساد التي قدمتها و محاربة الفساد بكل شجاعة و “رجولية” كما ادعوك أيضا الى التوجه برسالة الى رئيس مجلس النواب للبحث عن سبب عدم تفاعله مع مراسلتي له لانقاذ الخطوط التونسية خاصة و ان النهضة اصبحت تتدعي تعيينها لي و الله اعلم.
إعلم يا سيدي النائب و أنت رئيس حزب “أمل و عمل”، ان في ظل إنتشار منظومة الفساد في هذا الوطن العزيز، لا وجود للأمل و لا وجود للعمل.
“و حتى الي يخدم، راهو تاعب و يعاني”
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
ألفة الحامدي