قال عبد اللطيف المكي وزير الصحة الأسبق والناشط السياسي إن الحكومة الجديدة تم تعيينها خارج الأصول الدستورية في إطار افتكاك رئيس الدولة لكل السلطات وإرساء نظام حكم الفرد، وهي حكومة فاقدة للشرعية، واعتبر أن سعيّد لا يحمل في ذهنه أي مشروع متكامل يمكن تقديمه، وأن تصريحاته مجرد شعارات هلامية قريبة من الكتاب الأخضر، ودون تصور اقتصادي.
وأضاف المكي لدى مداخلته اليوم الإثنين 11 أكتوبر 2021 في برنامج حديث الساعة أن تعيين امرأة على رأس الحكومة جاء بهدف إغراء الرأي العام التونسي، والتغطية على الداء الأصلي وهو افتكاك السلطة من طرف شخص واحد.
وأفاد المكي بأن مقاومة الفساد تكون في إطار منهجية واضحة، وتمر عبر السلطة القضائية والقوانين، وقال إنه لا وجود لمقاومة الفساد في الوقت الحالي وإن الفساد سيتمعش وينتعش في ظل الحكم الفردي.
وأفاد بأن الوزير يقوم عادة بتنفيذ سياسات في مجاله وهو ليس مجرد تقني، وقال إن الحكومة الجديدة كأنها طبقة ثانية من الإدراة، وأشار في هذا الإطار إلى أهمية الجانب السياسي في تركيبة الحكومة لتمكينها من أخذ القرارات.
واعتبر أن رئيس الجمهورية غير مؤهل للعب الدور السياسي بمفرده خاصة في ظل غياب فريق مستشارين في مجال السياسات العامة في قرطاج.
وأضاف المكي أن توقيت الإعلان عن الحكومة ورفع قرارات الإقامة الجبرية الذي أثار التساؤلات لا تفسير له إلا أنه جاء ردا على بيان وزارة الخارجية الأمريكية، قائلا “البعض يرفض التدخلات الخارجية ولكنه يخضع لها”.
وأشار المكي إلى أنه كان من الأجدر خوض حوار داخلي بمشاركة كل الأطراف، لتفادي التدخلات الخارجية ووضع خطة تشاركية داخليا.
وقال المكي إن الأولوية في البلاد اليوم اقتصادية وإن الجانب الاقتصادي لا يمكن حلحلة مشاكله في ظل الفرقة والانقسامات، ويكون في إطار تعاون كل القوى السياسية للاتفاق على الاصلاحات وتوفير الاعتمادات المالية لها.
وأشار المكي ضيف برنامج إلى أن الحكومة الجديدة ستحاول الحصول على تمويلات من بعض الدول الخليجية المعروفة برفضها للديمقراطية، مقابل فرض ضغط إضافي على المشهد السياسي في تونس.