في أحياء المغرب الفقيرة، يحاول مجموعة من الشباب الموهوبين تخطي مشاكلهم والتعبير عن أنفسهم من خلال الموسيقى بمساعدة مغني راب سابق. هذه الأحداث هي حبكة الفيلم الجديد “كازابلانكا بيتس” أو “علّي صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش.
يعود المخرج نبيل عيوش، في أحدث أفلامه “كازابلانكا بيتس” أو “علّي صوتك”، إلى الأحياء الفقيرة في المغرب التي طالما سلط الضوء عليها في افلام سابقة مؤمنا بأن فيها مواهب كامنة يمكن الاعتناء بها ودعهما لتتحول إلى طاقات إبداعية هائلة بدلا من السقوط في بئر الإحباط.
وتروي أحداث الفيلم قصة مغني الراب سابق أصبح معلما في مركز لتنمية المواهب بأحد الأحياء الشعبية في الدار البيضاء حيث يلتقي بمجموعة مراهقين يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة مع تشتت أفكارهم غير الناضجة، لكنهم بمساعدة المعلم الجديد يحاولون التعبير عن أنفسهم بموسيقى الهيب هوب وتحدي مشكلاتهم الاجتماعية بشكل مختلف.
ويلعب الممثل أنس بسبوسي دور البطولة ومجموعة من المواهب الشابة تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاما. إضافة إلى الإخراج، كتب سيناريو الفيلم نبيل عيوش بالتعاون مع زوجته المخرجة والممثلة مريم توزاني.
ويظهر في بداية المشهد الأول معلم الموسيقى وهو يدخل إلى حي سيدي مؤمن بسيارته الصغيرة التي يتخذها منزلا متنقلا وهو يدخن سيجارة، بمنتهى الممل، بحثا عن موقع “مركز النجوم”. وفي الختام يتكرر المشهد لكن المغادرة تكون على وقع موسيقى صاخبة في الخلفية تعكس الفارق الذي صنعه هذا الرجل في المكان خلال مدة قصيرة.
ويعتمد الفيلم، الذي يستمر 100 ودقيقتين، بشكل رئيسي على الحوار الدائر معظم الوقت بين المعلم وتلاميذه والأفكار المتبادلة، حيث يحاول حثهم على التعبير عن أنفسهم بكتابة كلمات الأغاني وتقديمها بكامل طاقتهم الصوتية والجسدية بدلا من الخوض في مشكلات مع آخرين يمارسون عليهم سلطات رقابية اجتماعية أو دينية. ورغم أن الفيلم يدور داخل مركز للمواهب وتعليم الفنون، فإنه لم يوظف الأغاني والرقصات بشكل مبالغ فيه، ليقتصر دورها على التعبير عن مواهب التلاميذ وتقلب أمزجتهم في البداية ثم استخدامها لاحقا في التعامل مع الضغوط المحيطة بهم ومواجهة العنف ضدهم بالفن.
وتصل الأحداث إلى ذروتها عندما يعتزم المعلم تنظيم حفل لتلاميذه على مسرح المركز، لكن بعض سكان الحي الذي سبق وخرجت منه معظم العناصر المتطرفة التي نفذت هجوم الدار البيضاء الدامي عام 2003 يداهمون المكان وينهون الحفل فيجد المعلم نفسه مضطرا للمغادرة حتى لا يُغلق المركز تماما.
ومع ترقب صناع الفيلم لنتائج جوائز مهرجان الجونة السينمائي نهاية هذا الأسبوع، يتطلع المغاربة إلى ما هو أبعد من ذلك بعدما رشحه المركز السينمائي المغربي هذا العام للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة الرابعة والتسعين للأوسكار.