قيس سعيد يصنع التاريخ ولا يبكي على الاطلال

قيس سعيّد، يصنع التاريخ ولا يبكي على الأطلال.

تجار المبادئ الذين يقدّمون أنفسهم في صورة حماة الشرعية والمدافعين عن الديمقراطية ضد الانقلاب، لا شغل لهم ولا اهتمام سوى مقارنة عدد من خرجوا إلى الشارع من الطرفين، ليصنعوا من خلاصات وصلوا إليها أنّ شرعيتهم أقوى بتعلة ما يرون بالغلبة في الأرقام.

تعالوا كالعادة نحسبها بالعقل والمنطق والتحليل الرصين والهادئ :

أوّلا :
يستحيل بل من سابح المستحيلات تعداد من خرجوا من كلّ طرف، بالمفهوم العلمي الدقيق، أيّ تقديم أرقام ذات مصداقية علميّة وأخلاقية لا يرقى إليها شكّ.

ثانيا،
التظاهر في الشارع شكل من أشكال التعبير في الديمقراطية للتأثير في القرار السياسي وليس الحسم في هذا القرار، إلا في حالات الغلبة الكاملة والثورات التي تسقط الأنظمة.

ثالثًا،
التشبث بتأويل الأرقام والإصرار المرضي على الانتصار كما يدّعون، دليل إحساس بالخيبة لأنّ القرار السياسي تأخذه القيادة السياسيّة، كما يفعل الرئيس قيس سعيّد، من منطلق المسؤولية والضمير وأساسًا المنصب، وليس تأويلات لا تحظى بالحدّ الأدنى من المصداقية.

هم، أيّ من يدّعون حماية الشرعيّة، بدأوا ينغلقون على ذواتهم، ضمن حالة مرضية، تصنع صورًا لا وجود لها في الواقع، يطمئنون بها نفوسهم المريضة، في حسم لا سند علمي لتفوق خيالي على مستوى الشارع، حين لا جهة محايدة وذات مصداقية، سواء داخل البلاد أو خارجه، أكدت هذا التفوق…،

وثانيا هم يتناسون أنّ الشارع في الديمقراطية التي يدعون الدفاع عنها، هو وسيلة للتعبير وإبداء الرأي وليس صناعة القرار في ذاته.

التاريخ يذكر ويوثق لمن يصنعون التاريخ، ليس فقط على مستوى اتخاذ القرار، بل من يغيرون الواقع إلى الأفضل، بدءا بالتخلص من موروث الفترة السابقة لتاريخ 25 جويلية، والأهمّ التأسيس لمرحلة جديدة، لا مكان فيها للبكاء على أطلال ماض بغيض.

احمد بن جديدية

Comments are closed.