أعلنت منظمة “سي آي” غير الحكومية الألمانية أمس الخميس، عن إنقاذ نحو 800 مهاجر تم إنقاذهم في البحر المتوسط، مؤكدة أن المهاجرين موجودين على متن السفينة “سي آي 4” التي تديرها، وأن السفينة توجهت بهم إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
وقالت المنظمة في بيان إن سفينة “سي آي 4″، بالإضافة إلى سفينة “رايز أبوف” التابعة لمنظمة “لايفلاين”، بدأت في بادئ الأمر بتقديم المساعدة يوم الأربعاء الى 397 شخصاً كانوا يستغيثون في المتوسط، خلال ست عمليات منفصلة.
وأضاف بيان المنظمة أن الأمر تطلّب القيام بعملية إنقاذ ثانية لقارب خشبي كان على متنه 400 شخص، وكان مهددا بالغرق، مشيرة إلى أن عدة أشخاص بدون سترات نجاة كانوا في المياه عند وصول سفن المنظمات غير الحكومية.
كما جاء في البيان أن أجهزة الإغاثة المالطية التي كانت في المنطقة “لم تستجب لأي من طلبات المساعدة”، مما أجبر سفينتي المنظمات غير الحكومية على إنقاذ المهاجرين، لافتة إلى أن إبحارها إلى جزيرة لامبيدوزا سببه كونها “لا تبعد سوى بضع ساعات عن مكان الحادث، وبالتالي فهي الميناء الذي يمكن بلوغه بأسرع وقت”، من قبل السفينة التي بدأت عملها في الربيع الماضي ويبلغ إجمالي طاقمها 24 فردا.
هذا وأعلنت منظمة ألمانية غير حكومية أخرى هي “إس أو إس ميديتيرانيه”، التي تتخذ من مرسيليا في فرنسا مقراً لها وتستأجر سفينة “أوشن فايكينغ”، أنها قدّمت الطعام إلى المهاجرين على ظهر “سي آي 4” من أجل مواجهة الوضع.
ونقل عن رئيس المنظمة، غوردن آيسلر، في بيان قوله “حالة الطوارئ سارية الآن على متن سي آي 4. أي تأخير من قبل السلطات يعرض للخطر صحة وحياة الأشخاص الذين تم إنقاذهم وطاقمنا… إنه لأمر مخز أن نرى كيف تتنصّل مالطا مراراً وتكراراً من مسؤولياتها وتتجاهل نداءات الاستغاثة”.
وكانت منظمة ”إس أو إس ميديتيرانيه“ قالت الثلاثاء الماضي، إن سفينة الإنقاذ التابعة لها ”أوشن فايكنغ“، أنقذت 139 مهاجرا بينهم طفل و14 امرأة و25 قاصرا، كانوا في وضع حرج قبالة سواحل ليبيا.
والخميس الماضي، أعلنت منظمة”أطباء بلا حدود” أنها تمكنت من إنقاذ 367 مهاجرا في عرض المتوسط على مدى عدة أيام، مؤكدة أنه تم إنزال هؤلاء المهاجرين على سواحل جزيرة صقلية الإيطالية.
ولم تتوقف محاولات آلاف المهاجرين الوصول إلى أوروبا انطلاقا من سواحل ليبيا يوميا، ووفق للمنظمة الدولية للهجرة، توفي أكثر من 22 ألف شخص في المتوسط منذ عام 2014، بما في ذلك أكثر من 1500 منذ بداية العام الجاري 2021.
يذكر أن تدفق المهاجرين عبر المتوسط نحو إيطاليا قد ارتفع خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب تداعيات جائحة كورونا والتي أدت لزيادة معدلات الفقر في دول أفريقية وشرق أوسطية، ما دفع بعشرات الآلاف لركوب مياه البحر أملا في الوصول إلى أوروبا.