كشف وزير الصحة علي مرابط، اليوم السبت، ان حوالي ثلثي الشعب التونسي لا يمارسون أي نشاط بدني أو رياضي، داعيا كل الفئات العمرية والاجتماعية الى الاقبال على تعاطي مختلف الأنشطة البدنية والابتعاد عن الخمول البدني الذي أثبتت الدراسات الطبية والعلمية امكانية تسببه في الإصابة بعديد الامراض على غرار امراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول.
وأكد مرابط خلال اشرافه بمدينة الثقافة على ورشة عمل بمناسبة اختتام الأسبوع الوطني الأول لنهوض بالنشاط الرياضي المنتظم من 14 الى 21 نوفمبر 2021 تحت شعار “من أجل صحة أوفر وحياة أطول”، ان تنظيم هذه التظاهرة يندرج ضمن الاستراتيجية الوطنية للتوقي والحد من الامراض غير المنقولة، التي قال انه سيتم في اطارها وضع مخطط للفترة 2021 – 2025 للعمل على مزيد النهوض بالنشاط البدني.
وأعلن في هذا الصدد عن قرب توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين وزارات الصحة والتربية والشباب والرياضة والشؤون الثقافية تهدف الى مزيد النهوض بتعاطي النشاط البدني وتأطيره في تونس. وشدد على وجوب تهيئة عديد الفضاءات والأماكن لممارسة النشاط الرياضي والبدني والارتقاء أكثر بالرفاه الجسدي، على غرار المدارس والمعاهد وأماكن العمل والساحات الخضراء والمسالك الصحية.
ولم يخف وزير الصحة انشغاله من اختلال النظام الغذائي المعتمد في تونس، خاصة استعمال الاملاح بنسب عالية في العديد من المواد الغذائية على غرار الخبز، مبرزا ضرورة اعتماد ثقافة غذائية سليمة ترافقها أنشطة بدنية.
ومن جانبه أقر وزير التربية فتحي السلاوتي بان انتشار العنف في الفضاء المدرسي يعود في جانب مهم منه الى نقص تعاطي الأنشطة البدنية والرياضة داخل المدارس والمعاهد، ملاحظا ان المدرسة لم تعد جاذبة للتلاميذ والناشئة بسبب النقص الفادح في توفير فضاءات تستقطب التلاميذ في الأنشطة الرياضية والثقافية.
وأوصى بضرورة تكثيف احداث المسالك الصحية لدعم تعاطي الأنشطة الرياضية ولاحتواء أكبر عدد ممكن التلاميذ والطلبة وحثهم على الاقبال على النشاط البدني والرياضي وبالتالي الابتعاد عن تعاطي المواد المخدرة التي قال انها آفة أضحت تصيب المحيط المدرسي.
ومن جهته كشف وزير الشباب والرياضة كمال دقيش ان 83,2 بالمائة من التونسيين لم يمارسوا أي نشاط بدني خلال السنة وفق أحدث دراسة انجزها المرصد الوطني للرياضة، معتبرا ان هذا المؤشر يكشف مدى خمول التونسيين ولا مبالاتهم بممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
وقال ان النشاط الرياضي الأكثر ممارسة في تونس بعد كرة القدم هو رياضة المشي (la randonnée) خاصة في فترة ذروة موجات انتشار فيروس كورونا واعتماد الحجر الصحي الشامل أو الموجه ما جعل العديد من التونسيين يلجؤون الى رياضة المشي، مشددا على أهمية النشاط الرياضي والبدني في تحسين صحة المواطنين وفي تجديد طاقتهم وفي تخليصهم من الضغوط النفسية.
وعبر عن أسفه من ان التونسي مازال غير مقتنع بأهمية تعاطي النشاط البدني والرياضي، كاشفا في هذا الصدد ان بعض البحوث والدراسات التي أنجزها المرصد الوطني للرياضة أظهرت ان 8,8 بالمائة فقط من التونسيين يمارسون الأنشطة البدنية.
وقدم وزير الشباب الرياضة رقما وصفه بالمهم ويتمثل في ان حوالي 12,2 بالمائة من الأطفال (الفئة العمرية بين 6 و12 عاما) لا يمارسون الأنشطة البدنية والرياضية، قائلا ان هذا المؤشر يستدعي تدخلا عاجلا وسريعا تساهم فيه كل الوزارات والهياكل ذات العلاقة.
أما وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط قرمازي، فأكدت في تدخلها على ان نمط الحياة المعاصرة وضغطها أفرزا ظهور العديد من الامراض على غرار السمنة وامراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم.
واعتبرت انه من الضروري ممارسة مختلف الأنشطة الجسدية الفنية والرياضية في المؤسسات التربوية والجامعية وفضاءات الشغل والعمل، لما للرياضة من فضل في تعزيز الجوانب الإيجابية من شخصية الانسان وفي تحويل السلبي منها الى نقاط قوة.