نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا مقلقا يتعمّق في التجارب الشخصية للفتيات الصغيرات اللواتي عانين الكثير بسبب تحديات فقدان الوزن، وتقنيات التطهير، والوجبات الغذائية القاتلة على منصة “تيك توك”، مما ساهم في تطوير اضطرابات الأكل أو جعل الاضطرابات الموجودة أسوأ.
وقد أجرت الصحيفة تجربتها الخاصة لمعرفة كيف يمكن لخوارزمية “تيك توك” أن تروّج لهذا النوع من المحتوى الضارّ. وقد تفسّر نتائجها قرار المنصة المفاجئ لتغيير طريقة عمل نظام عمل “توصية الفيديو” الخاص بها.
وكما هو مفصّل في التقرير، أنشأت الصحيفة أكثر من 100 حساب “تصفحوا التطبيق بتدخّل بشري ضئيل”، 12 منها كانت روبوتات مسجلة لأشخاص يبلغون من العمر 13 عاما، حيث قضوا وقتا في متابعة مقاطع فيديو تتعلق بفقدان الوزن والكحول والمقامرة.
ويوضح الرسم البياني المضمّن في التقرير أنه بمجرد أن توقف أحد الروبوتات فجأة عن مشاهدة مقاطع الفيديو المتعلقة بالمقامرة والبدء في قضاء بعض الوقت في مقاطع الفيديو حول فقدان الوزن بدلا من ذلك، قامت خوارزمية “تيك توك” بتعديل نفسها وفقا لذلك، فلقد زادت بسرعة عدد مقاطع الفيديو الخاصة بفقدان الوزن التي رآها الروبوت.
وبحلول نهاية تجربتها، وجدت الصحيفة أنه من بين 255000 مقطع فيديو شاهدتها الروبوتات إجمالا، احتوت 32700 منها على وصف أو بيانات وصفية تطابق قائمة من مئات الكلمات الرئيسية المتعلقة بفقدان الوزن.
الجدير بالذكر أنه قبل يوم واحد من نشر تقرير الصحيفة، أعلنت “تيك توك” أنها تعمل على طرق جديدة لمنع حدوث مثل هذه التجارب. وحدث هذا التغيير أيضاً بعد أيام قليلة من قول صحيفة “وول ستريت جورنال” إنها اتصلت بـ “تيك توك” للحصول على بيان حول قصتها القادمة، لذلك من المحتمل أنّ المنصة قامت بنشر التحديث بشكل استباقي قبل نشر التقرير.
وفي منشور “تيك توك”، يقرّ التطبيق بأنه ليس من الصحّي دائما عرض أنواع معينة من المحتوى مرارا وتكرارا، بما في ذلك مقاطع الفيديو المتعلقة بالنظام الغذائي الشديد واللياقة البدنية.
وقد ذكر التطبيق أيضاً أنه يعمل الآن على طريقة للتعرف على ما إذا كان نظام التوصيات الخاص بها يقدم من غير قصد مقاطع فيديو قد لا تنتهك سياسات “تيك توك”، ولكنها قد تكون ضارة إذا تمّ استعمالها بشكل مفرط.
وأضاف تطبيق “تيك توك” أيضا أنه يختبر أداة تسمح للمستخدمين بإيقاف مقاطع الفيديو التي تحتوي على كلمات أو علامات تصنيف معينة من الظهور على صفحة “For You” الخاصة بهم.
وقال متحدث باسم “تيك توك” جايمي فافازا، في تصريح لـ “ذا فيرج”: “على الرغم من أنّ هذه التجربة لا تعكس التجربة التي يتمتع بها معظم الأشخاص على المنصة، إلّا أنّه حتى في حال مرور شخص واحد في هذه التجربة يعدّ كثيرا جدا”.
وأضاف: “نسمح بالمحتوى التعليمي أو الموجه نحو التعافي لأننا ندرك أنه يمكن أن يساعد الأشخاص على رؤية الأمل، ولكن يُحظر المحتوى الذي يروّج للأكل المضطرب أو يجعله طبيعيا أو يمجده”.
وختم المتحدث بأنّ تطبيق “تيك توك” يوفر الوصول إلى الخط الساخن لجمعية اضطرابات الأكل الوطنية داخل التطبيق.