شراءات بألاف المليارات..مافيا ‘الكنترا’ يفرغون الصيدليات التونسية ويهربون الأدوية إلى ليبيا!

بينما ترزح تونس تحت وطأة الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي لم يسبق لها مثيل، يتخوف قطاع الأدوية من أن تصله شظايا هذه الأزمات بسبب عمليات التهريب الكبرى التي تكبد البلاد خسائر بمئات الملايين بسبب سيطرة مافيات الدواء واخرها محاولة تهريب 7001 حبة دواء، في الليلة الفاصلة بين 2 و3 ديسمبر2021، براس جدير من معتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين كانت مخفية بإحكام داخل سيارة تونسية يقودها تونسي أصيل الوسط.

وقد قدرت القيمة الجملية للمحجوز ب8200 دينار، وفق مصادرنا.

تفاقمت عمليات سرقة الأدوية التونسية على اختلافها المستهدفة بالتهريب بينما يبحث عنها مرضانا الذين لم يرحم المهربون حاجاتهم ومرضهم الشديد وتنقسم هذه السرقات إلى صنفين الأولى صغرى تتم عن طريق بعض الأعوان داخل المستشفيات وهي عادة ما تكون بكميات محدودة والثانية كبرى تتم عن طريق شبكات كبرى قد تكون محلية أو أجنبية تتولى اقتناء الأدوية من المزودين ومن عديد الصيدليات وتجميعها ثم يقع تهريبها، وشبكات من نوع اخر تتولى التزود بكميات صغيرة من الادوية من عدد من الصيدليات لكي لا تثير الشكوك ثم تتولى تجميعها وتخزينها في مستودعات خاصة في انتظار عملية تهريبها عبرالحدود والمسالك الوعرة.

وحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لموقع “بلا قناع”، فقد بلغت، خلال الأشهر العشرة الأخيرة لسنة 2021، قيمة المحجوز الفعلي للأدوية التونسية باعتبار وسيلة النقل 1536885.481 دينار.

ووفق متابعين، يعود تهريب الأدوية الى الحاجة المتزايدة له وإلى منظومة الدعم في تونس التي جعلت سعر الأدوية الأقل مقارنة ببلدان الجوار مثل ليبيا والجزائر والمغرب ، علما وأن 86 بالمائة من التونسيين يتمتعون بالتغطية الصحية وأن عدد الصيدليات يصل إلى 2200 صيدلية في تونس موزعة على كامل تراب الجمهورية.

وللتذكير، فان تكلفة استهلاك الأدوية في تونس سنويا ب517 مليون دولار (باحتساب رقم المعاملات) ويتم استيراد 54 بالمائة من الأدوية بدعم حكومي يقدر ب100 مليون دينار ويتولى 65 موزعا تأمين عمليات التزويد بالأدوية، إضافة إلى 38 مصنعا مختصا في صناعة الأدوية.

وبدل أن يتمع التونسيون بالدواء المدعوم من أموال مستحقيه، يخزن في المستودعات بالأطان وبطرق ملتوية ولأسباب تجارية ليعبر الحدود من تونس نحو الدول المجاورة وعلى رأسها ليبيا حتى ينتفع به مرضاها الذين يفضلون الدواء التونسي لأنه اقل تكلفة.

النقص الحاد في الأدوية التونسية بل هناك أدوية اختفت كليا من الأسواق هي أزمة عامة أطرافها متداخلة وتبريراتها عديدة تستوجب قرارات صارمة.

يثرب مشيري

 

Comments are closed.