المتلازمة الكُلوية هي اضطراب يصيب الكلية ويسبب إفراز الجسم كمية زائدة من البروتين في البول.
وقالت الجمعية الألمانية لأمراض الكلى والمسالك البولية إن المتلازمة الكلوية تحدث نتيجة لضرر يلحق بالمرشحات الدقيقة للكلى المعروفة باسم (الكبيبات).
وأوضحت الجمعية أن المتلازمة الكلوية قد يرجع سببها إلى عوامل وراثية، وقد تكون مجهولة السبب، وقد تكون ناجمة عن أمراض أخرى مثل داء السكري والتهابات الكبد.
وتتمثل أعراض المتلازمة الكلوية في وجود رغوة في البول واحتباس الماء في الوجه والقدمين ونقص البروتين في الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم وتجلط الدم وكثرة التعرض للعدوى.
وأشارت الجمعية إلى أن علاج المتلازمة الكلوية يعتمد على تخفيف الأعراض؛ فعلى سبيل المثال يتم علاج احتباس الماء بالأدوية المدرة للبول، ويتم علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية الخافضة لضغط الدم، ويتم علاج تجلط الدم بالأدوية المسيلة للدم، ويتم علاج ارتفاع مستويات الدهون في الدم بالأدوية الخافضة للكوليسترول، بالإضافة إلى علاج المرض الأساسي في حال وجوده (كالسكري).
ويتعين على المرضى أيضا اتباع نظام غذائي قليل الدهون المشبعة وقليل الصوديوم ويحتوي على كميات سليمة وصحية من البروتين والبوتاسيوم، كما يوصى بممارسة النشاط البدني المعتدل.
أظهرت دراسة جديدة أن مرضى عدوى كورونا الحادة معرضون لخطر الإصابة بأضرار خطيرة في الكلى.
وذكر موقع “يونايتد برس إنترناشونال” الأمريكي، في تقرير نشره الأربعاء، أنه يبدو أن هذا الضرر يكون ناتجاً عن قدرة الفيروس على إصابة الكلى بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه وفقاً لباحثين ألمان وهولنديين وأمريكيين فإنه في بعض الحالات قد يستمر هذا الضرر إلى ما بعد عدوى كوفيد-19 نفسها.
ونقل الموقع عن مؤلف الدراسة مدير معهد الطب التجريبي في مستشفى جامعة RWTH في آخن، ألمانيا، الدكتور رافائيل كرامان، قوله: “لقد تمكنت الدراسات السابقة من التوصل إلى أن فيروس كورونا يصيب خلايا الكلى، وهو ما وجدناه نحن أيضاً، ولكن ما كان مفاجئاً هو أن الفيروس كان مرتبطاً أيضاً بحدوث تليف أو تكوين ندبات في كليتي المريض، وهو ليس بالشيء الهين لأنه يمكن أن يدمر بنية الكلى ومن ثم فشلها.”
وفي الدراسة، تتبع الباحثون 89 ألف شخص من كبار السن الذين أصيبوا بكورونا، ووجدوا زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بتلف الكلى بين المرضى الذين عانوا من أعراض خطيرة في المستشفى، وحتى أولئك الذين أصيبوا بعدوى خفيفة نسبياً.
ويضيف كرامان أن السؤال الرئيسي الذي عمل هو وزملاؤه على إجابته لم يكن ما إذا كان كوفيد- 19 يمكن أن يتسبب في تلف الكلى، وذلك لأن هذا كان واضحاً بالفعل، ولكنهم، بدلاً من ذلك، أرادوا معرفة ما إذا كان الضرر ناتجاً ثانوياً غير مباشر للالتهاب الناجم عن الاستجابة المناعية لكورونا، أو ما إذا كان الفيروس التاجي يصيب الكلى بشكل مباشر.
ولمعرفة ذلك، استخدم الفريق تقنية الخلايا الجذعية لتصميم كلى مصغرة لأغراض الاختبار فقط، ثم قاموا بتعريض أنسجة الكلى المزروعة في المختبر لفيروس كورونا، وكانت النتيجة أن الفيروس قد تسبب في ضرر مباشر لخلايا الكلى، وذلك بصرف النظر عن أي استجابة مناعية للالتهابات، وقد نتج عن هذا الضرر ظهور ندبات استمرت حتى بعد تعافي المرضى من كورونا.
وأكد الباحثون أن الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة “Cell Stem Cell”، ركزت فقط على مخاطر تلف الكلى المرتبطة بالإصابة بعدوى شديدة لكورونا، مشيرين إلى أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت العدوى المباشرة لأنسجة الكلى ستسبب أضراراً جسيمة مماثلة بين المرضى الذين يعانون من عدوى أكثر اعتدالاً.
وقال الباحثون إن الضرر الذي يحدث في الكلى بسبب الإصابة بعدوى كورونا الحادة يؤدي إلى تدهور وظائفها بشكل لا رجعة فيه.