انطلقت بلدية المطوية بولاية قابس، يوم 06 جانفي 2022، في تنفيذ المشروع النموذجي لتركيز منظومة الفرز الانتقائي للنفايات من المصدر بالمدارس الابتدائية والإعدادية تحت شعار “بأولادنا نحافظ على نظافة بلادنا”، وذلك من خلال توزيع 15 حاوية نظافة مختلفة الألوان سعة 120 لتر على 5 مدارس ابتدائية، في انتظار توزيع 15 حاوية أخرى على عدد من المدارس الاعدادية ونادي الأطفال والجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية،.
وتسعى البلدية من خلال هذه المبادرة لتشريك التلاميذ وغرس فكرة الفرز الانتقائي للنفايات من المصدر لدى الناشئة.
وتنفذ بلدية المطوية هذا المشروع بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتصرف وبرنامج دعم المساءلة واللامركزية وفعالية البلديات بتونس ”تدعيم” الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بهدف فرز النفايات وتثمينها بالتعاون مع جمعية نخوة وجمعية منتدى المبادرة والتنمية المحلية بالمطوية.
بدأت بلدية المطوية مؤخرا بحصة تطبيقية بفضاء نادي الأطفال بالمطوية حول الفرز الإنتقائي للنفايات نظمتها الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات لفائدة عدد من تلاميذ أقسام السنة السادسة ابتدائي بكلّ من المدرسة الإبتدائية شارع الحبيب بورقيبة ومدرستي الشبان 1و2 والمدرسة الإبتدائية بالعكاريت والمدرسة الإبتدائية بحي العوينات وذلك بحضور أعضاء المجلس البلدي ونادي الأطفال بالمطوية والجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية بالمطوية.
رسم توضيحي لتوزيع الحاويات على المدارس الابتدائية بالمطوية
الطفل شريك البلدية الفاعل في فرز النفايات من المصدر
أكد مدير مدرسة شارع الحبيب بورقيبة بالمطوية عبد الباسط درغام ل” بلا قناع ” أن المشروع النموذجي لتركيز منظومة الفرز الانتقائي من المصدر بالمدارس سيمكن من تنمية وعي التلاميذ بالبيئة والمشكلات المتعلقة بها وتدريبهم على المشاركة في حلها بأن يضع التلميذ فواضل لمجته خلال فترة الاستراحة في الحاويات مختلفة الألوان وإدراك ايجابيات فرزه لنفاياته وبالتالي يشارك الطفل في اتخاذ القـرارات المناسـبة للمحافظة على البيئة باعتبار أن التربية البيئيـة تعـد عملية تعليميـة منظمـة تعتمد على وسائط التنشئة خاصة الأسرة والمدرسة.
وأفادت سعاد حسن رئيس لجنة التربية والثقافة والتعليم ببلدية المطوية ل” بلا قناع ” أن تركيز حاويات الفرز الانتقائي من المصدر بالمدارس الابتدائية يهدف إلى تحقيق المواءمة بين التربية المدرسية والتربية على التنمية المستدامة من خلال إعادة توجيه عمليتي التعليم والتعلّم في مدارسنا ليتم استثمار المعارف بشكل تراكمي ومتواصل بعيداً عن التلقين والتكرار ونراعي المعادلة المعروفة:
قُل لي فأنسىَ……..علّمِني فأتذكَّر………أشركني فأتعلّمَ …..
واعتبرت رئيسة بلدية المطوية انصاف سالم في تصريح ل” بلا قناع “أن المشروع النموذجي لتركيز منظومة الفرز الانتقائي من المصدر بالمدارس يسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال نشر الوعي لدى الناشئة بأهمية الفرز لكي نربي الطفل منذ نعومة أظفاره على أهمية الحفاظ على البيئة فيكون قادرا على التمييز بين إلقاء الفضلات في حاوية واحدة أو رميها في ثلاث حاويات مختلفة الالوان تصنف كل نوع الاولى للبلاستيك والثانية للمواد العضوية والثالثة للمواد الكرتونية وبالتالي يدرك باكرا من المدرسة أهمية تثمين النفايات المنزلية.
من جهته يقول ممثل الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بقابس جمال مسمى ل” بلا قناع ” بأن توعية وترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي من المصدر لدى التلميذ سيمكن من إيجاد البيئة المساعدة والمساندة في عملية التنمية المستدامة منذ الطفولة للحد من انتشار البلاستيك في الطبيعة وحث الطفل على التفاعل مع مجتمعه ومحيطه حين يدرك أهمية تثمين النفايات على المجال البيئي والاجتماعي والاقتصادي.
الفيديو الاول: الطفل شريك البلدية الفاعل في فرز النفايات من المصدر
الفرز الانتقائي يخفف العبء عن البلدية
أكدت رئيسة بلدية المطوية انصاف سالم، في تصريح ل”موقع بلا قناع”، أن وضع ثلاث حاويات مختلفة الألوان لجمع النفايات المحددة بالمؤسسات التربوية الابتدائية بالمطوية يهدف إلى ترسيخ ثقافة الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية لدى التلاميذ من خلال تعرف الطفل على أنواع النفايات التي تدفع البلدية مقابل مالي ضخم عند جمعها وتحويلها للمصبات المراقبة التابعة للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات.
وأشارت سالم إلى أن البلدية تعاني من انبعاثات الروائح من المصب المراقب للفضلات بالديسة القريب من المعتمدية وان العمل بمنظومة الفرز الانتقائي من المصدر سيمكن البلدية من تخفيض كلفة النفايات التي يتم ردمها في المصب المراقب بالديسة عند انخفاض كمية النفايات التي يتم جمعها خاصة أن 60% من الفضلات المنزلية هي فضلات عضوية يمكن عند فرزها تثمينها كسماد عضوي فيما يمكن وضع النفايات البلاستكية في نقاط التجميع ورسكلة النفايات الورقية والكرتونية.
من جهته، أفاد ممثل الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات بقابس جمال مسمى أن انطلاق الفرز الانتقائي من المصدر في كل البلديات سيمكن من تخفيض كمية النفايات التي يتم ردمها في المصب المراقب بالديسة إلى حوالي 50% وبالتالي الحفاظ على المساحة المخصصة للردم التقني والفني أطول مدة ممكنة والتخفيض من انبعاثات غازات مياه عصارة النفايات.
البلدية في شراكة فعليّة محلية مع الجمعيات لتثمين النفايات
لا تملك بلدية المطوية الإمكانيات الذاتية والمالية اللازمة للقيام بعمليات فرز الفضلات من المصدر أو تثمينها وفق ما أكدته رئيسة بلدية المطوية انصاف سالم بوصفها المسؤول الأول على العناية بالبيئة وفق الفصل 266 و267 من مجلة الجماعات المحلية.
وشددت انصاف سالم على أن البلدية حاليا في شراكة فعليّة محلية مع الجمعيات الناشطة في إطار برنامج ناس الحومة منها جمعية نخوة التي تدعم الشاب خميس الجوالي في مشروعه الخاص بتثمين الفضلات العضوية المنزلية وجمعية منتدى المبادرة والتنمية المحلية بالمطوية (فيدال) ضمن مشروع “المطويّة الخضراء” الذي يعتمد تقنيات حديثة لإنتاج السماد العضوي من المخلفات المنزلية بالشراكة مع نادي الأطفال والمدرسة الإبتدائيّة الشبّان 2 بالمطويّة.
من جهته، أفاد نزار حامد رئيس مشروع “المطويّة الخضراء”بجمعية منتدى المبادرة والتنمية المحلية بالمطوية (فيدال) في تصريح ل” بلا قناع ” أن نجاح تثمين الفضلات يعتمد على تنسيق التعاون مع بلدية المطوية.
تصريح نزار حامد رئيس مشروع “المطويّة الخضراء”بجمعية (فيدال)
أفادت رئيسة بلدية المطوية انصاف سالم أن البلدية ترفع منذ انطلاق المشروع النموذجي لتركيز منظومة الفرز الانتقائي من المصدر بالمدارس في 06 جانفي الفارط فقط النفايات المتكونة من المواد الكرتونية في حين تثمن مكونات المجتمع المدني البلاستيك والمواد العضوية وتستفيد منها. ونفت تلقي أعوان التنظيف التابعين للمؤسسات التربوية أي تكوين بخصوص تصنيف النفايات لـ 3 أنواع إذ تم تشريك لجنة التربية والثقافة والتعليم مقابل غياب لجنة النظافة والصحة والبيئة ولجنة الطفولة والشباب والرياضة ولجنة شؤون المرأة والأسرة.
الفيديو الثاني: البلدية في شراكة فعليّة محلية مع الجمعيات لتثمين النفايات
وأشار الخبير في الحوكمة المحلية وتخطيط المدن نزار الشواشي، في تصريح ل “بلا قناع “، إلى فشل 10 تجارب في تونس في فرز النفايات المنزلية من المصدر نفذتها عدد من البلديات باعتماد ثلاث حاويات مختلفة الألوان الاولى للبلاستيك والثانية للمواد العضوية والثالثة للمواد الكرتونية وذلك لعدة أسباب منها غياب وعي المواطن وبعض الاشكاليات الفنية وتخلي البلدية عن الفكرة،.
فهل سترسم بادرة بلدية المطوية تشريك التلاميذ في الفرز الانتقائي للنفايات من المصدر أولى ملامح نجاح البلديات في الفرز؟
حنان عدوني