يعتبر 25 بالمائة من التلاميذ التونسيين ان طريقة تقديم الدروس ومعاملة المدرسين لهم تؤثر على قابليتهم للتعلم وعلى تحصيلهم العلمي، وذلك وفق ما كشفته نتائج دراسة انجزها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر المنتدى في كراسه الخامس حول “المنظومة التربوية التونسية واشكالية الجودة” ان المحيط المدرسي له تأثير بنسبة تصل إلى 64 بالمائة على المردود المدرسي للتلاميذ، مشيرا إلى ان 70 بالمائة من التلاميذ الذين شملهم استجواب في اطار هذه الدراسة صرحوا بعدم وجود تأطير داخل المحيط المدرسي.
وأفادت الدراسة أن أكثر من نصف التلاميذ المستجوبين بما يمثل نسبة 53 بالمائة منهم لم يتلقوا المساعدة النفسية لتجاوز بعض الأزمات التي اعترضتهم، كما أنهم لم يحظوا بسند معنوي وعاطفي يوفر لهم الأريحية والثقة على تخطي الصعوبات، منبهة إلى تأثر المردود الدراسي لهؤلاء التلاميذ نتيجة عدم تخطيهم للأزمات النفسية.
كما أكدت ضرورة اسداء الخدمات التي تلبي الاحتياجات النفسية للتلاميذ ودعمهم اجتماعيا ومعنويا من طرف مدرسين مؤهلين.
الساعات الجوفاء
وبالنسبة للساعات الشاغرة ما بين الدراسة في الأسبوع فقد صرح 60 بالمائة من التلاميذ أن عدد هذه الساعات يترواح بين 2 و4 ساعات بينما ذكر 15 بالمائة منهم ان عددها يتجاوز 4 ساعات وذلك خاصة في مرحلة التعليم الثانوي.
كما أكدت الدراسة وجود نقص في قاعات المراجعة وانعدام الأنشطة التي يمكن ان تملأ اوقات الفراغ، موصية باحداث قاعات للمطالعة تمكن من استيعاب التلاميذ خلال ساعات الفراغ من أجل حمايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر.
أهمية المحيط الاسري
وأبرزت الدراسة أهمية المحيط الأسري في التأثير بصفة ايجابية على المردود الدارسي للتلاميذ، لافتة الى أن ثلث التلاميذ الذين يحصلون على علامات جيدة جدا دائمو التحاور مع أسرهم.
وفي المقابل، قدر 15 بالمائة من التلاميذ المستجوبين ممن لهم مستوى متوسط او ضعيف انهم لا يتحاورون مع أوليائهم الا نادرا، وفق ما ذكرته الدراسة، مؤكدة ضرورة المتابعة العائلية في التأثير الإيجابي على نتائج التلاميذ.
ولاحظت الدراسة ان 27 بالمائة من التلاميذ الذين تترواح أعمارهم بين 13 و15 سنة يتلقون مساعدة عند انجاز الفروض في حين أقر 35 بالمائة ممن تبلغ أعمارهم 16 فاكثر انهم لا يتلقون اية مساعدة.
ويعتبر الاقتداء بنجاحات مدرسية في العائلة عاملا مهما له تأثير على التلاميذ ذلك ان 51 بالمائة من التلاميذ لهم من يقتدون بهم في محيطهم الأسري.
وخلصت الدراسة الى ان تطوير جودة التعليم في تونس يقتضي تنمية الشعور لدى التلاميذ بقيم الاحترام والتفاعل الايجابي والتشاركي داخل القسم، داعية الى تنمية المهارات وربط الصلة بين الزمن المدرسي واندماج التلاميذ في محيطهم الأسري.
وات