شهدت اغلب مناطق البلاد التونسية، منذ مساء أمس الإثنين 31 جانفي 2022، هبوب رياح قوية فاقت سرعتها 60 كلم/س وتجاوزت 80 في شكل هبات.
وعلى غرار ما شهدته الرديف وقفصة وتوزر وقابس ونظرا للطبيعة الصحراوية التي تميز مناطق الجنوب التونسي، فان الرياح كانت مثيرة للرمال والأتربة وساهمت في تراجع مدى الرؤية الأفقية إلى مادون 500 متر إلى حد انعدامها في بعض المناطق وتحول لون السماء الى الأحمر وموجة ظلام في ذروة النهار .
وفي هذا السياق، فسر الخبير في مجال البيئة والمناخ حمدي حشاد هذه الظاهرة المناخية التي وصفها ب”الطبيية جدا”، قائلا إن “رمال الصحراء الكبرى تهاجر كل سنة، في فترات معينة، الى غابات الامازون والمحيط الأطلسي لتشكل سماد طبيعي للغابات المطيرة، في ظاهرة طبيعية تحدث خلال هذه الفترة من السنة.
وتابع، في تدوينة نشرها لى حسابه الخاص على مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”: “أكثر من 182 مليون طن من حبيبات الغبار تحملها الرياح في رحلة بي 5000 كلم، هذه الظاهرة المناخية تساهم في تغذية غابات الامازون والمحيط الأطلنطي بي 22000 طن سنويا من عنصر الفسفور الملحي الضروري لاستمرارية التوازن البيئي في المحيطات والغابات”.
وختم حشاد “رمال الرديف وتوزر ستهاجر عبر المحيط الأطلسي لتستقر في غابات البرازيل وتكون سببا في ازدهارها وتواصل الحياة فيها”