قبل أيام وقف أكبر باحث دكتوراه في العالم، المصري فتحي غانم أمام مجموعة من أساتذة التجارة وإدارة الأعمال، لمناقشة رسالة الدكتوراه، رافعا شعار “يموت المعلم ويتعلم”.
“غانم” البالغ من العمر 83 عاما اختار أن تكون رسالة الدكتوراه الخاصة به تحت عنوان “تحليل الأبعاد المالية لتحويل أندية كرة القدم لشركات مساهمة في ضوء المعايير ذات الصلة”، ليحصل من خلالها على درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز.
ويحكي أكبر باحث دكتوراه في العالم لموقع “سكاي نيوز عربية” كواليس حصوله على رسالة الدكتوراه في هذا العمر قائلا: “عملت خلال السنوات الماضية لتلك اللحظة، فالعلم دائما هو المعيار للقوة والسعادة”.
وأكد “غانم”: “تأخير حصولي على الرسالة هو سفري لأكثر من دولة خلال السنوات الماضية، حتى قررت العودة والاهتمام بالتعليم، والحصول على الدرجات العلمية لكي أناقش الدكتوراه”.
في عمر الـ75 لكنه أكبر لاعب كرة قدم في العالم
ويرجع صاحب الـ83 عاما بالذاكرة عشرات السنوات قائلا: “دفعتي كانت أول دفعة في مصر تدخل المرحلة الإعدادية، واستكملتها هي والمرحلة الثانوية لأجد نفسي وفق التنسيق في كلية الزراعة جامعة عين شمس، والتي قمت بالانتقال منها إلى كلية التجارة عين شمس”.
وأردف: “قمت بالتقدم لعمل دبلوم المحاسبة والمراجعة من كلية التجارة جامعة القاهرة، قبل أن أتقدم للحصول على تمهيدي الماجستير من كلية التجارة جامعة بنها، ولكن في تلك الفترة كان السفر حاضرا ليتوقف حلم الحصول عليه في تلك الفترة”.
وتخرج “غانم” من كلية التجارة جامعة عين شمس منتصف الستينات، ومن جامعة بنها حصل على تمهيدي الماجستير، والماجستير في تخصص إدارة مالية، قبل أن يختم درجاته العلمية بالدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة حلوان.
وأشار أكبر باحث دكتوراه في العالم إلى: “قضيت سنوات عدة خارج مصر متنقلا بين عدد من البلدان العربية والأوروبية كالسعودية وليبيا أين قضيت فيهما قرابة العشر سنوات، وأميركا وأستراليا وألمانيا، غير أنني عندما عدت إلى مصر وجدت أن رغبتي هي استكمال التعلّم وما بدأته قبيل السفر”.
وأوضح الحاصل على الدكتوراه مؤخرا: “والدتي كانت دائما توجهني بأن أعلّم الناس كما قامت ببذل الجهد لتعليمي، ولذلك قررت الاستكمال والحصول على الدرجات العلمية لكي أكون مؤهلا لذلك، وأن أقف موضع المعلم وأوجه الناس للعلم”.
وقرّر “غانم” التحضير خلال الأيام المقبلة لرسالة دكتوراه أخرى مؤكداً “طالما اختار الله أن يمدّ في عمرنا ولو يوم إضافي، فعلينا أن نملأ عقولنا بالعلم ونستفيد بالتقدم ولا نتوقف عن السعي، ودائما أضع نصب عيني مقولة الكاتب الكبير طه حسين بأن العلم كالماء والهواء”.
ويتذكر المصري بمشاعر يملؤها الحنين زوجته المتوفية قبل 30 عاما تقريبا، وكيف كان لها تأثير كبير في مسيرته العلمية، ولدعمها الدائم دور مثالي: “كانت حب عمري، لم تتوان أبدا نحو الوقوف بجواري وتهيئة الأجواء للقراءة والتعلّم، وأشعر أنها تعيش جواري وتفرح لخطواتي على مدار السنوات الماضية”.
ووجه “غانم” رسالة للشباب في مصر قائلا: “اتجهوا للتعليم لأنه الخير للإنسان وللعقول، ولا يرتبط على الإطلاق بأي سن أو مكان أو زمان”.