حذرت قوى سياسية ومسؤولون فلسطينيون الاحتلال الصهيوني، أمس الأربعاء، من السماح لمستوطنين متطرفين باقتحام المسجد الأقصى وحمّلوه مسؤولية النتائج الخطيرة المترتبة على ذلك.
وبينما أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي أمس لتسهيل دخول المستوطنين، شرع الوسطاء في جولة اتصالات جديدة لنزع فتيل انفجار وشيك.
وكان مستوطنون متطرفون وجهوا دعوة لأنصارهم للتجمع والمشاركة في اقتحام كبير للمسجد الأقصى، اليوم الخميس 5 ماي 20223، وغناء “نشيدهم الوطني” داخل باحاته احتفالا بما يسمى “يوم الاستقلال” الذي يتزامن مع إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة التي احتلت فيها العصابات الصهيونية أرضهم وهجّرتهم من مدنهم وقراهم بقوة السلاح.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” سماح سلطات الاحتلال للمستوطنين باقتحام باحات الأقصى لعبا بالنار، الأمر الذي سيجر المنطقة إلى أتون تصعيد يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنه.
ودعت المواطنين إلى شد الرحال والاحتشاد في باحات المسجد وأروقته، والاستنفار في القدس “دفاعاً عن هويتنا وديننا وقبلتنا الأولى”.
في غضون ذلك، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ورفعت الأعلام الإسرائيلية على أسواره وفوق مآذنه، وسط تشديدات أمنية لتسهيل احتفالات المستوطنين بمناسبة ما يسمى “يوم الاستقلال”.
وفي محاولة لنزع فتيل التوتر في القدس، الذي قد يطلق الشرارة الأولى لانفجار ربما يشمل جميع المناطق الفلسطينية ومناطق الداخل المحتل، واصل الوسطاء جهودهم التي تدور في فلك الاتصالات التي أجروها الشهر الماضي.
وعلمت “القدس العربي” أن الوسطاء، الذين يتحركون بدعم من الإدارة الأمريكية التي تفضل عدم انفجار الوضع الميداني في المناطق الفلسطينية، طالبوا خلال اتصالاتهم مع مسؤولي الاحتلال، بوضع حدود للجماعات الاستيطانية، وألا تكون الأوضاع في الأقصى مشابهة لتلك التي حدثت في شهر رمضان.
ونقل الوسطاء هذا الحديث إلى قيادة الفصائل في غزة، لإعلامها بأنهم يتحركون في كل الاتجاهات لمنع التصعيد.
وطالبت الفصائل الفلسطينية بأن تحوّل سلطات الاحتلال تلك المطالب إلى واقع على الأرض. وشددت على رفض محاولات المستوطنين ومن خلفهم حكومة تل أبيب، لتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا.
وأكدت أن مستوى التحرك على الأرض في كل الساحات الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة، ستحدده الأفعال الإسرائيلية على الأرض.
وللتصدي لعمليات الاقتحام الكبيرة المتوقعة انطلق الكثير من الدعوات الفلسطينية التي وجهت لسكان القدس ومن يستطيع الوصول إلى المدينة من سكان الضفة ومناطق الـ 48، من أجل الحشد وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والوجود فيه، منذ صباح اليوم، بقصد حمايته من محاولات التهويد والتقسيم.
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته، والعمل على وقف التصعيد الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات الكفيلة بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف عدوانها، وإجبارها على الالتزام بالقانون الدولي والانصياع لإرادة السلام الدولية.