على غرار جائحة كورونا، حذر خبراء من احتمال انتشار مرض “نادر جدا” يكون قاتلا في العادة، ويمكن أن يسبب التهابا في الدماغ.
وأصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تحذيرا مروعا، حيث تم اكتشاف حالة جديدة من مرض نادر جدا يعرف باسم مرض “بورنا”، كما يُعرف أيضا باسم مرض الحصان الحزين.
ويأتي من فيروس مرض “بورنا” (BDV) وهو متلازمة عصبية معدية تصيب الحيوانات ذوات الدم الحار، وعلى الرغم من أن هذا المرض قاتل للغاية، إلا أنه نادر جدا، ولم يُكتشف سابقا إلا بعد بضع مرات من ظهوره في ألمانيا في أواخر القرن التاسع عشر.
وفي مقاطعة بافاريا، أبلغ عن حالتين أخريين من الفيروس الذي أصاب البشر خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويمكن أن يسبب “بورنا” التهابا في الدماغ بعد الإصابة، ما يؤدي إلى الوفاة في جميع الحالات تقريبا، بينما يُعاني من نجوا من الفيروس من أضرار طويلة الأمد، وفقا لصحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية.
وفي المتوسط، تبلغ ألمانيا عن إصابتين كل عام، على الرغم من أن الخبراء يفترضون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها في البلاد قد يصل إلى 6 حالات سنويا.
ووفقا لمكتب ولاية بافاريا للصحة وسلامة الغذاء، أبلغ عن 7 إصابات بمرض “بورنا” في جميع أنحاء ألمانيا في عام 2021، 5 منها في بافاريا.
ويمكن لفيروسات مرض “بورنا”، التي تأتي في متغيرات من النوع 1 والنوع 2، أن تؤثر على مجموعة كبيرة من الثدييات بخلاف البشر.
واكتشف (BDV-1) و(BDV-2) سابقا في الخيول والماشية والأغنام والكلاب والثعالب.
وفي عام 1995، تمكن الباحثون من عزل (BDV-1) من القطط في السويد التي عانت من المرض، وبعد ذلك تم اكتشاف المرض أيضا في القطط في اليابان والمملكة المتحدة.
وقد ينتهي الأمر بالمصابين بمرض “بورنا” بالتهاب السحايا، وهو عدوى تصيب الأغشية الواقية التي تحيط بالمخ والحبل الشوكي.
ووفقا لهيئة الصحة البريطانية، يمكن أن يؤثر التهاب السحايا على أي شخص، ولكنه أكثر شيوعا عند الرضع والأطفال الصغار والمراهقين والشباب.
ويمكن أن يكون التهاب السحايا خطيرا للغاية إذا لم يتم علاجه بسرعة، حيث يمكن أن يسبب تسمم الدم الذي يهدد الحياة، ويؤدي إلى تلف دائم في الدماغ أو الأعصاب.
ولحسن الحظ، يتوفر عدد من اللقاحات التي يمكن أن توفر بعض الحماية ضد أمراض الدماغ.
ويعتقد العلماء أن انتقال فيروسات “بورنا” يحدث من خلال تعرض الأنف للعاب الملوث أو إفرازات الأنف، ووجد الخبراء بعض الروابط للإنسان المصاب بالعدوى والأمراض النفسية.
وفي عام 1990، اكتشف الباحثون أن الأجسام المضادة لبروتين تم ترميزه بواسطة جينوم (BDV-1)، عثر عليها في دم المرضى الذين يعانون من اضطرابات سلوكية.