في ملعب الاستاد الرياضي في مدينة شبين الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية شمال العاصمة المصرية القاهرة، قرّر الشاب علي منير قبل 7 سنوات وهو في عمر السادسة عشر، بدء ممارسة رياضة الجمباز وتمارين اللياقة البدنية بمفرده، دون الالتحاق بأي ناد أو مركز رياضي.
انبهار منير باللعبة جعله يتابع أبرز الرياضيين المسجلين فيها على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الرسمية للمسابقات الكبرى، حتى ساقه الحظ ذات مرة أثناء تصفحه لموقع موسوعة الأرقام القياسية “غينيس” رؤية عدد منهم وهم يحطمون الأرقام القياسية ويدخلون الموسوعة العالمية، ليقرر “الانتصار عليهم”.
وتدرّب الشاب المصري على مدار شهور بمفرده، لا يستعين إلا بالفيديوهات، وأدرك أن التدريب الذاتي مع تمني تحقيق الأحلام قادرين على صناعة المستحيل، غير أن الإصابات طاردته كثيرا لعدم إلمامه بالرياضة وتأهيله بالشكل المناسب لتحقيق الأرقام.
“قلت لنفسي بعد محاولة الانضمام للتدرّب في أحد النوادي الرياضية ورفضني، الأحلام تتحقق بالجهد، ومهما كان الطريق صعب سأحقق المستحيل وسيقف الجميع منبهرين بما أحققه من نجاحات”، هكذا يحكي الشاب المصري لموقع “سكاي نيوز عربية” قصته، بعد تمكنه مؤخرا من تحقيق 15 رقما قياسيا في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية.
وتابع صاحب الـ23 عاما: “كنت أتصفح بشكل دائم فيديوهات اللاعبين المتميزين في اللعبة، وكنت أحاول تطبيق تلك الحركات التي يقومون بها في البيت. وكنت أنظر إلى فيديوهات الأرقام القياسية وكأن الأمر خياليا ومن المستحيل تحقيقه”.
من هنا كانت البداية
في 2018 حاول الشاب البدء في أولى خطواته، غير أنّه صُدم مرتين الأولى عندما رفضت موسوعة غينيس محاولته لكسر رقم لاعب أرميني في إحدى التمارين التي استطاع فيها تحقيق 75 عدة في الدقيقة، والثانية عندما رفضت كلية التربية الرياضية انضمامه بعد اجتيازه كافة الاختبارات.
وقال منير: “كانت تلك الفترة قاسية في حياتي، كنت أتمرّن بدون توجيه ومن غير أس شكل علمي، بخلاف عدم معرفتي الطرق المثلي لتوثيق الرقم القياسي الذي يحتاج لقرابة الـ٦ أشهر بداية من تقديم الطلب وانتظار وصول القواعد الإرشادية، وجمع الأدلة والتصوير وانتظار الإعلام بالنتيجة سواءً القبول أو الرفض” هكذا يوضح.
إصابة في الكاحل
واستطرد صاحب الـ15 رقما قياسيا من موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية: “أثناء تلك الشهور أصبت إصابة كبيرة في الكاحل، لما كنت أقوم به من تمارين خطيرة، حتى تجاوزتها في عام 2020 الذي شهد بداية تحقيقي لأول أرقامي القياسية التي كنت فشلت فيها وحققت 80 عدة وكسرت الرقم المسجل للاعب الأرميني بخمس عدات إضافية”.
في 2020 قدمت لتحقيق الرقم القياسي بعد الشفاء من إصابة في الكاحل ألمت بي، لأستطيع تحقيقه بـ80 عدة وكسر الرقم المسجل للاعب الأرميني بخمس عدات إضافية، ومعه مجموعة من الأرقام القياسية على مدار الشهور الماضية وصلت إلى 15 رقما قياسيا”.
أرقام قياسية
من بين الأرقام القياسية التي حققها الشاب المصري، “الجامب سكوات” بتحقيقه 80 عدّة في الدقيقة، وتحقيق 206 عدات في 3 دقائق، وفي تمرين الانبطاح من الوقوف بوزن 100 رطل، وتمرين سكوات بوزن 60 رطلا وتحقيق 59 عدة في الدقيقة.
كما تمكن من تحقيق رقما قياسيا في تمرين “الطعنات الخلفية” بتحقيقة 53 عدة في دقيقة واحدة، وتمارين القرفصاء بأوزان 60 و80 رطلا، وتمارين الضغط عن طريق رفع رجل وزنها 60 رطلا، وعدد آخر من الأرقام القياسية.
دور والده الراحل
وبنبرات الألم حكى الشاب العشريني عن قيامه بزيارة قبر والده بعد تحطيمه لأول أرقامه القياسية من الموسوعة العالمية: “كنت في أشد الاحتياج له، قمت بالذهاب إلى قبره وقلت له لقد فعلتها يا أبي، ابنك الآن بطلا كما تمنيت أن يكون يوماً”.
ويقول الشاب العشريني عن والده: “له دور كبير للغاية في نجاحي، هو أول من آمن بي وبقدرتي على تحقيق أحلامي، بجانب أنه كان يترك لي مطلق الحرية في التجربة والتحرك، فكافة نجاحاتي هو السبب فيها”.
وتابع: “غالبية أهلي لم يكونوا مقتنعين في البداية، وكانوا يرون تحطيم الأرقام أمرا بعيدا وأنني كثير الإصابات، لم تكن أمامهم نماذج يستبشروا بها، وعندما بدأت تحقيق الأرقام فكرتهم تغيرت كثيرا، وأصبحوا سعداء للغاية”.
الحلم مستمر
وأشار منير في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أنه بعد تحقيقه أول لقب عمل على تكسير الأرقام القياسية التي رآها من الممكن تحقيقها: “تدربت كثيراً لكسر المزيد من الأرقام القياسية المسجلة بأسماء لاعبين آخرين، حتى تمكنت من تحطيم 15 رقما قياسيا حتى الآن، وأتطلع إلى المزيد خلال السنوات المقبلة”.
وعن أحلامه الفترة المقبلة، أردف منير في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “تتغير من فترة للأخرى، كنت في الماضي أتمنى تحقيق رقماً قياسياً واحداً، لم يكن في مخيلتي الوصول لهذا الكم. وحاليا بدأت اتجاهاتي تتوسع نحو الثقافة والقراءة، وأن أعطي لجسدي حقه، فالمستقبل بالنسبة لي هو التوازن بين الأحلام”.