تعيش أكثر من 300 عائلة بمنطقة العسكرية عمادة البلدية من معتمدية بلطة بوعوان ولاية جندوبة، على وقع العطش، حيث يغيب تزويدهم بالماء الصالح للشراب، رغم أنّ مياه سدّ بوهرتمة وقناتها تمرّ قرب تجمعهم السكني الريفي وسط الغابات والجبال الوعرة.
واقع العطش اضطرهم للتنقّل يوميا، وبأفواج وجماعات نحو عين طبيعية اسمها “عين بلبال” في رحلة تتراوح بين 2 كلم و5 كلم، ولا هم لهم غير تحصيل مياه لا تصلح في الحقيقة للشرب، نتيجة التلوث الذي أصابه وظهور حيوانات مائية دقيقة على غرار العلقة والديدان، فيتحصلون على مياه تكفيهم في أفضل الحالات للشرب رغم المخاطر الصحية التي تهدّدهم.
وقد أكّد العديد منهم أنّهم يعانون من القصور الكلوي، ووصل الحدّ إلى وفاة إحدى النساء السنة الفارطة بالقصور الكلوي، حسب ما أكّده زوجها محمد عسكري، حتّى الحيوانات فقد نفقت الكثير منها.
سكان المنطقة، والتي تضم العسكرية والشواولة و العواينية، وجّهوا نداءات استغاثة للسلط الجهوية والمركزية ومصالح الصوناد والفلاحة لتزويدهم بالماء الصالح للشراب وتجاوز معضلة تحصيله، وأمام عدم التجاوب معهم والإكتفاء بتركيز صناديق العدادات ومطالبتهم بتسديد معلوم 230 دينار ليتمّ تركيز العدادات، انسدت أمامهم السبل بسبب وضع الفقر الذي تعيشه هذه العائلات، فعبّروا عن غضبهم عبر غلق الطريق، وقد أكّد أهالي المنطقة أنّ هذا الإحتجاج تمّ إثره إيقاف أحد أبناء المنطقة وسيتم عرضه رفقة ثلاثة شبان آخرين على القضاء .
وطالب سكان المنطقة بإطلاق سراح الموقوف ووضع حدّ لمعاناتهم وتخليصهم من العطش وفق موزاييك.