مع انطلاق ذروة موسم الشتاء، تتساقط الثلوج في معاقلها المعهودة بالشمال الغربي وتتوشح العديد من المناطق بـ”ثوب أبيض” لتستقطب بمشاهدها الفريدة اهتمام الكثير من التونسيين والأجانب ممن يحجّون إليها للاستمتاع بمناظر الثلج والتقاط الصور ومقاطع الفيديو ونشرها عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
في عين دراهم من ولاية جندوبة، تشكل التساقطات الثلجية هبة حبا الله بها المنطقة التي تكسو الثلوج غاباتها وقمم جبالها ومرتفعاتها وتتوحد الكريات القطنية البيضاء على أرضها فتفرش بساط أحلام وإبداع لزائريها وعشاقها، ولكنها قد تعمق جراح قاطنيها وتفاقم معاناتهم بسبب الفقر والخصاصة،
فمع بداية هطول الثلوج، يحبس السكان في عين دراهم أنفاسهم، حيث تستمر بعض الموجات في الهطول أحيانا لعدة أيام ويؤدي ذلك في كثير من الأوقات إلى حالة من الشلل في المدينة وتتعالى نداءات الاستغاثة ممن يعانون من قلة الغذاء والأغطية والألبسة وغياب وسائل التدفئة بسبب النقص في الحطب وعدم صلاحية المدفئات التقليدية، فتصبح الحياة أشبه بحالة حرب في المدينة البيضاء.
كاميرا “بلا قناع” ترصد جزء من معاناة بعض المواطنين في الفيديو التالي:
يثرب مشيري