ارتفعت حصيلة ضحايا تصادم قطارين وسط اليونان إلى 57 قتيلا في أسوأ حادث تصادم قطارات في تاريخ البلاد.
وصباح أمس الخميس إستمر رجال الإنقاذ في تمشيط عربات قطار محترقة ومحطمة بحثا عن مزيد من الضحايا.
وكان قطار ركاب فائق السرعة إصطدم وعلى متنه أكثر من 350 راكبا، بقطار شحن بالقرب من مدينة لاريسا في وقت
متأخر يوم الثلاثاء، وإرتفعت درجات الحرارة في عربة واحدة إلى 1300 درجة مئوية بعد إشتعال النيران فيها.
وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى 35 قتيلا و85 جريحا.
ويُعتقد أن العديد من الضحايا من طلاب الجامعات العائدين إلى ديارهم بعد قضاء عطلة، ويتوقع مسؤولون ارتفاع عدد القتلى، لاسيما أن العديد من الجرحى في حالة خطيرة.
وفي خطاب أذاعه التلفزيون، الأربعاء، قال رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي زار في وقت سابق موقع الحادث، إن الأدلة تشير إلى خطأ بشري. ووصف ميتسوتاكيس الحادث بأنه “مروع وغير مسبوق” متعهدا التحقيق في المأساة “بشكل كامل”.
وأثار الحادث مشاعر الحزن والغضب في جميع أنحاء اليونان، حيث أعلنت الحكومة الحداد لثلاثة أيام.
ورشق متظاهرون مكاتب شركة القطارات في أثينا بالحجارة مساء أمس، قبل تفريقهم بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع أطلقتها شرطة مكافحة الشغب، كما اندلعت احتجاجات في مدينة سالونيك.
واليوم، توقفت خدمة القطارات في البلاد وذلك مع إعلان عمال السكك الحديدية إضرابا عن العمل احتجاجا، على ما وصفته الاتحادات برفض الحكومات المتعاقبة الاستماع إلى مطالب متكررة لتحسين معايير السلامة.
كما استقال وزير النقل كوستاس كارامانليس أمس على أثر الحادث المأساوي، وقال إنه يتحمل مسؤولية إخفاقات الدولة المستمرة لفترة طويلة في إصلاح نظام القطارات الذي وصفه بأنه “غير مناسب للقرن الحادي والعشرين”.
وروى عدد من الركاب مشاهد الرعب والفوضى جراء الحادث. فقد حاول كثيرون تفادي شظايا الزجاج والحطام بينما كان القطار ينقلب، واضطروا لكسر نوافذ العربات للخروج منها.