وضعت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية مدنين برنامجا على المدى القريب والمتوسط والبعيد لاستغلال المياه المعالجة في الري الفلاحي، وذلك في ظل ندرة الموارد المائية محقّقة تجارب ناجحة في المجال، وفق رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي بالمندوبية سمير الصهال.
وتعتبر المنطقة السقوية أغير تالبت بمعتمدية جربة ميدون، الممتدة على 80 هكتارا، احدى هذه التجارب الناجحة في المجال، حيث التوسع فيها بطلب من الفلاحين بـ40 هكتارا اخرى لتصبح ممتدة على 120 هكتارا متكوّنة من أشجار زياتين وزراعات علفية.
كما نجحت بجزيرة جربة تجربة ري مساحات ملعب الصولجان بالمياه المعالجة، فيما تتواصل دراسة استعمال المياه المعالجة بمحطة التطهير بأجيم في الزراعات العلفية والاشجار المثمرة، إلا أن الاشكالية تبقى قائمة في محطة التطهير بمدنين التي تعتمد المعالجة الثنائية ما جعل الفلاحين يعزفون عن استعمال مياهها في المنطقة السقوية الممتدة على 30 هكتارا، والتوقف عن استغلالها بسبب نوعية المياه في انتظار اعادتها بتطوير المعالجة بالمحطة من المعالجة الثنائية الى معالجة ثلاثية تفرز نوعية جيدة من المياه الصالحة للري الفلاحي، وفق ذات المصدر.
وأوضح انه مع الانتهاء من هذا التدخل، الذي برمجه ديوان التطهير بمحطة مدنين، سيتم استعمال المياه المعالجة في هذه المنطقة السقوية، وفي حالة تواصل عزوف الفلاحين عن استعمالها سيتم تحويل هذه المياه في حدود 15 كلم الى منطقة اخرى يرغب الفلاحون بها في تركيز منطقة سقوية على مساحة 30 هكتارا.
وأشار الى أنه تمّ اعداد كراس شروط لدراسة احداث منطقة سقوية بالمياه المعالجة لمحطة التطهير الجديدة ببن قردان التي دخلت مؤخرا حيز الاستغلال معتمدة طريقة المعالجة الثلاثية، الى جانب وجود برنامج لاحداث منطقة سقوية بالمياه المعالجة مع الانتهاء من محطة التطهير ببني خداش، فيما يتواصل التنسيق بين مندوبية الفلاحة وديوان الاراضي الدولية بشماخ لاستعمال المياه المعالجة لمحطة التطهير بجرجيس في احداث منطقة سقوية على مساحة 30 هكتارا، وذلك بسبب بعد المحطة عن مناطق الانتاج ووجودها وسط المدينة.
ولفت الى التنسيق جار بين الفلاحة والتطهير لاحداث مناطق سقوية عند انجاز اية محطة تطهير تعتمد المعالجة الثلاثية، نظرا لاهمية استغلال كميات هذه المياه في الجهة بالنظر الى ندرة المياه وتواتر سنوات الجفاف، ما يحتم استغلال كل الامكانيات المتاحة لمواجهة التغيرات المناخية.
وحسب هذا الخبير، فإن النشاط الفلاحي في مدنين يستهلك بين 10 الى 14 بالمائة من الماء، فيما يوجه 80 بالمائة الى الشرب، وهو عكس بقية الجهات الاخرى بسبب نقص الموارد المائية وتملحها، اذ ان اكثر من ثلثي الموارد المائية ذات ملوحة تفوق 5 غ في اللتر، لذلك لا يقع استغلال الا الثلث الذي يخصص 80 بالمائة منه للشراب ما يجعل الوضعية حرجة يتم التأقلم معها باستغلال كل الامكانيات المتاحة سواء منها المياه المعالجة او المياه التقليدية، واحداثات اشغال المحافظة على المياه والتربة لتغذية الموائد المائية المهمة وخاصة مائدتي الترياس طريق بني خداش او الزيس كوتين طريق قابس المستغلتين بنسبة 90 بالمائة للماء الصالح للشراب ونسبة 10 بالمائة للنشاط الفلاحي.
وات