تعتزم الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة (عمومية)، تنفيذ برنامج وطني للتحكم في الطاقة في مختلف المساجد والجوامع على كامل تراب البلاد سيمكن من تغطية كل الحاجيات الطاقية كليا لبيوت الله.
وقال مدير النجاعة الطاقية في قطاع البناءات بوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، عبد القادر البكوش، في حوار مع “وات”، إنّ هذا البرنامج سينطلق بداية من السداسي الثاني من هذه السنة بمرحلة نموذجية وتجريبية بولاية توزر، جنوب غرب البلاد، قبل تعميمها على كامل مناطق الجمهورية.
وذكّر المسؤول بأنّه تمت المصادقة على الصبغة الوطنية لهذا المشروع خلال المجلس الوزاري المنعقد في 25 ماي 2018.
وتبلغ الكلفة الجملية للبرنامج الوطني للتحكم في الطاقة في المساجد والجوامح بنحو 100 مليون دينار، جزء سيتكفل به صندوق الانتقال الطاقي، مع البحث عن التمويلات الضرورية من الشركاء الأجانب سواء عن طريق خطوط تمويل او هبات.
ويهدف هذا البرنامج وفق المتحدث الى انجاز برنامج مندمج للتحكم في الطاقة في حوالي 6100 جامع ومسجد موزعين على كامل تراب البلاد.
وأفاد البكوش ان المساجد والجوامع في تونس تستهلك حوالي 42 جيغاوات/ساعة في السنة، فيما تتولى وزارة الشؤون الدينية خلاص فواتير استهلاك المساجد للكهرباء، البالغة حوالي 20 مليون دينار في السنة، لفائدة الشركة التونسية للكهرباء والغاز.
واكد المتحدّث انه تم لأجل ذلك التفكير في إقرار برنامج وطني يخفف عبء فواتير استهلاك الطاقة للمساجد والجوامع ولتحسين النجاعة الطاقية بها.
ولفت الى ان الغاية من إقرار هذا البرنامج في بيوت الله، ليس له علاقة بارتفاع فاتورة استهلاكها للطاقة، بقدر ما هو مزيد تحسين النّجاعة الطاقية وتحقيق نوع من الرفاهية والاستقلالية الطاقية للمساجد والجوامع.
واوضح انه عند الانتهاء من تعميم البرنامج فان وزارة الشؤون الدينية لن تقوم مستقبلا بخلاص فواتير استهلاك الطاقة لبيوت الله.
كما انه من الممكن، وفق البكوش، ان يقع استغلال الموارد المالية المخصصة من وزارة الشؤون الدينية لخلاص فواتير استهلاك الكهرباء للمساجد والجوامع، إثر تركيز البرنامج، في أغراض الصيانة واحدث مساجد جوامع أخرى في البلاد.
وينقسم استهلاك المساجد والجوامع للطاقة وفق ذات المصدر، الى حوالي 70 بالمائة انارة والبقية تكييف.
ولاحظ مدير النجاعة الطاقية في قطاع البناءات بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة، انه سيتم الانطلاق في تنفيذ تجربة نموذجية لبرنامج التحكم في الطاقة في الجوامع والمساجد تمول كليا عن طريق صندوق الانتقال الطاقي قبل تعميمه على الصعيد الوطني لاستخلاص النتائج ونقاط القوة والضعف.
وللغرض تم اختيار 147 مسجد وجامع في ولاية توزر للشروع في تجسيم التجربة النموذجية بداية من السداسي الثاني 2023 على ان يتم الانتهاء من المرحلة النموذجية في ديسمبر من سنة 2023.
وبرّر اختيار ولاية توزر لانطلاق البرنامج النموذجي، لكونها ولاية صديقة للبيئة، اذ تم في هذه الولاية الجنوبية تنفيذ العديد من برامج التحكم في الطاقة.
وعن كلفة البرنامج النموذجي في توزر أشار المتحدث انه يقدر بحوالي 5ر2 مليون دينار سيتحملها صندوق الانتقال الطاقي.
وقال البكوش بشان مكونات البرنامج الوطني، انه يرتكز على أربع مكونات، وتهم الأولى منها عملية استبدال كل أجهزة الانارة العادية (بما في ذلك الفوانيس المتوهجة وفوانيس الثريات) بفوانيس وأجهزة انارة من نوع “لاد” المقتصدة للطاقة.
وأوضح في هذا الإطار انه بالإمكان توفير حوالي 21 بالمائة من فاتورة استهلاك المساجد والجوامع في باب الانارة.
ويتعلق المكون الثاني بتركيز أنظمة للتحكم في الطاقة مما سيمكن من متابعة عن بعد للاستهلاك بيوت الله لاستهلاك من الطاقة ومتابعة مردودية التجهيزات التي سيتم تركيزها.
وتتمثل المكونة الثالثة في تركيز محطات شمسية فولطاضوئية في المساجد والجوامع وبالإمكان بفضل هذه اللاقطات، تغطية بقية حاجيات المساجد من الطاقة الكهربائية والمقدرة بحوالي 79 بالمائة، ما يعني وفق رايه محو فاتورة استهلاك الجوامع للكهرباء تماما بطريقة تحقق الحاجيات الطاقية كليا.
أما المكونة الرابعة فتتمثل في تامين دورات تكوينية للإطارات المسجدية والاطارات المشرفة على الجوامع والمساجد في وزارة الشؤون الدينة مركزيا وجهويا علاوة على حملة اتصالية للتعريف بالبرنامج.