ألقى وزير الشؤون الخارجيّة والهجرة والتونسيين بالخارج، نبيل عمّار يوم أمس الجمعة، 28 جويلية 2023،بمناسبة انعقاد القمة الثانية الروسية الإفريقية بسان بطرسبورغ.
و إستهل الوزير كلمته بإلقاء التحية على الحضور من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،
كما رفع لهم تحيات رئيس الجمهورية، قيس سعيد، وتمنياته الخالصة بنجاح أشغال هذه القمة.
و قال الوزير: “إن انعقاد القمة الروسية الإفريقية في هذا الظرف الدولي الدقيق والمليء بالتحديات، يعد بحق انتصارا لروح التعاون والتضامن بين البلدان الإفريقية والفيدرالية الروسية، التي تجمعنا بها علاقات تاريخية وتضامنية وطيدة”.
و تابع :”إننا نتوجه بالشكر الجزيل لروسيا وقيادتها على حسن تنظيمها للمنتدى الإقتصادي والإنساني وكذلك لهذه القمّة وعلى كرم الضيافة وحسن الوفادة”.
ووأضاف الوزير “إن تونس الفخورة بعمق إنتمائها الإفريقي ومساهمتها الفعّالة عبر التاريخ في رفع التحديات التي تواجهها القارة في جميع المجالات، لتصبو أن تعزز هذه القمة أواصر التضامن والتآزر بين إفريقيا وروسيا، لما فيه خير شعبينا”.
وإعتبر الوزير قائلا: هذه القمة توفر لنا الإطار المناسب ليس فقط للتفكير في التقدم المحرز منذ القمة الأولى بسوتشي في أكتوبر 2019، ولكن أيضا لتعزيز نموذج شراكتنا الإستراتيجية وتحديد اتجاهات هيكلته للسنوات القادمة بما يتماشى مع أولوياتنا وحاجياتنا”وفق تقديره.
و شدد عمار على إنّ التّحدّيات غير المسبوقة التي يطرحها الوضع العالمي الراهن تقتضي منّا آليات جديدة تستخلص كل العبر من نقائص التجارب السابقة خاصة على مستوى النظام الدولي المالي والتجاري والاقتصادي.
وأضاف :”تعتبر خطة العمل المعتمدة خلال هذه القمة لبنة جديدة في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين الفدرالية الروسية والقارة الإفريقية. وتنصهر هذه الخطة في تقديرنا في صميم الأجندة التنموية الإفريقية لسنة 2063. فهي خارطة طريق عملية وشاملة تهدف إلى تكثيف علاقاتنا”.
و أشار :”لا يخفى على أحد أن إفريقيا، الغنية بمواردها البشرية والطبيعية والتي أصبحت منذ عقود محط أنظار كل القوى العالمية والإقليمية في العالم، تتطلع لبناء شراكات من شأنها المساعدة على دعم مقوّمات التنمية الشاملة في بلدانها وتحقيق مقدرات العيش الكريم لأبنائها”.
و جدد وزير الخارجية :”انه لمن أوكد الأولويات في نظرنا، تشجيع بناء القدرات وتكوين الكفاءات والتعليم ونقل التكنولوجيا وتفعيل التعاون في مجالات الصحة والرعاية الصحية، هذا فضلا عن تامين الحاجيات الغذائية للقارة، خاصة في ضل الأزمة الروسية الاكرانية وتداعياتها”.
و إختصر :” تعتمد استدامة شراكتنا ووسعها على الصمود بشكل كبير على ملكيتها من قبل الجميع، وعلى قدرتها على تحديد الاستجابات الملائمة لتحديات مشتركة. ونذكر هنا ان تونس عولت على نفسها في مقاومة الاستعمار قبل أن تمد يد المساعدة إلى العديد من حركات التحرير في قارتنا الإفريقية. لقد كان طموحنا وسيظل دائمًا جعل فضائنا الروسي الأفريقي نموذجًا للاستقرار والتكامل والتضامن”.
وأشار :” نحيي مختلف المشاريع والمبادرات الواردة في خطة العمل الروسية الإفريقية، فإننا نقترح التفكير في وضع آليات تمويل مناسبة لتجسيمها على أرض الواقع وذلك من خلال مساهمات مختلف الأطراف الراغبة والقادرة على ذلك.
كما ندعو من هذا المنبر الجانب الروسي من اجل مزيد ايلاء العناية اللازمة لدفع نسق المبادلات التجارية والاستثمارات الروسية في إفريقيا في مجالات الزراعة والصناعة والطاقات المتجددة وغيرها من المجالات، ونقترح ايضا النظر في إيجاد اطر دائمة ومؤسساتية للحوار والتعاون بين المجموعة الإفريقية والتكتلات الإقليمية الأخرى التي تلعب فيها روسيا دورا محوريا مثل المجموعة الأوراسية ومنظمة شنغهاي للتعاون وكذلك مجموعة بريكس”.
وتابع :”ان الجمهورية التونسية تساند المبادرة الافريقية لحل الخلاف الروسي الاكراني وتدعو مجدّدا إلى توخي الحوار والى انتهاج فض النزاعات بالطرق السلمية كمخرج للأزمات”.
و ختم وزير الخارجية :”أود التأكيد بأن روسيا وأفريقيا يشكلان لوحدهما قطبين اقتصاديين هامين في عالمنا اليوم يزخران بإمكانيات وموارد ضخمة لم يتم إلى الآن استغلالها بالطريقة المثلى. ونتمنى أن يشكل هذا اللقاء فرصة متجدّدة تمكن من تحقيق شراكة شاملة وفاعلة تضمن لشعوبنا مزيدا من النمو والازدهار”.