تولى وزير الشؤون الخارجية و الهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار ونظيره الايطالي أنطونيو تاياني، أمس الجمعة 20 أكتوبر 2023، بمقر الوزارة، التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التصرف في تدفقات الهجرة تمكّن من توفير حصة سنوية بأربعة آلاف (4000) بطاقة إقامة غير موسمية على امتداد ثلاث سنوات لفائدة العمال التونسيين بإيطاليا.
وتمّ التطرق الى مسألة الهجرة غير النظامية وسبل مواجهتها في إطار مقاربة شاملة تهدف إلى النهوض بالهجرة الشرعية والحد من الهجرة غير النظامية ومكافحة الاتجار بالبشر وتمكين الشباب التونسي من الولوج الى فرص التشغيل بإيطاليا.
وعلى المستوى الثنائي، مثّلت جلسة العمل فرصة للتنويه بروابط الصداقة والتعاون العريقة القائمة بين تونس وإيطاليا وتأكيد الحرص على مزيد تطويرها في مجالات الاستثمار والشراكة والتشغيل والتكوين المهني والدبلوماسي خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين.
وقد تركّزت جلسة العمل التي تمّ تنظيمها على المنحى الخطير الذي اتخذته الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتأثيراتها الوخيمة على المنطقة في ظلّ تواصل العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل.
واستنكر عمار، في هذا الإطار، “الإنتهاكات الفظيعة التي بلغت درجة غير مسبوقة من الإجرام والوحشيّة ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزّة، والتي ستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية”، داعيا نظيره الإيطالي الى “التدخل لدى بلدان الاتحاد الأوروبي وغيرها من مساندي هذا العدوان التي تتشدق بحقوق الانسان لوقفه بشكل فوري والكفّ عن استهداف المدنيين وارتكاب جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري في خرق غير مسبوق للأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني والقيم الكونية وحقوق الانسان”.
كما أكّد الوزير على أهمية تحمّل الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ككل لمسؤوليته الأخلاقية في التحرك الفعلي والملموس من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني وتمكينه من المساعدات الإنسانية اللازمة بصفة عاجلة وفورية وتجسيد حقوقه المشروعة في دولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.
من ناحيته، شدّد الوزير الإيطالي على رفض بلاده استهداف المدنيين وتمسّك ايطاليا بحلّ الدولتين وبالنهج السلمي لفضّ النزاع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنّه جاء الى تونس حاملا لرسالة سلام ومؤكّدا أنّ إيطاليا تقف على نفس المسافة بين كل الأطراف خدمة للسلام في المنطقة.
وتجدر الإشارة الى أن نبيل عمّار، قد تولى رفقة نظيره الإيطالي اختتام أشغال منتدى الأمن الغذائي بأحد النزل بتونس العاصمة، وذلك بحضور وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات ووزيرة العمل والسياسات الاجتماعية الإيطاليين وممثلي الهياكل البحثية والقطاع العام والخاص والخبراء في كل من تونس وايطاليا، حيث نوّه في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة بأهمية هذه التظاهرة في مزيد تعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات لدعم الأمن الغذائي ببلادنا وإحكام التصرف في الموارد المائية وتوظيف الطاقات المتجددة في المجال الفلاحي ومجابهة التغييرات المناخية.
كما دعا الوزير الى أهمية متابعة تنفيذ مخرجات المنتدى والحرص على تجسيد المشاريع المهيكلة المتفق عليها خدمة للمصلحة المشتركة للبلدين.