كشف المكلف بالإدارة العامّة للصحّة النباتية ومراقبة المدخلات الفلاحية بوزارة الفلاحة، محمد رابح حجلاوي، السبت، أنّ الوزارة رصدت إعتمادات تناهز 11 مليون دينار لتطبيق عناصر بروتوكول مقاومة الحشرة القرمزية.
وأفاد حجلاوي في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أن الوزارة قد أرست خلية مراقبة ومتابعة تنفيذ البروتوكول في الولايات العشر المعنية بمكافحتها، ويتعلّق الأمر بولايات المهدية والمنسيتر وسوسة والقيروان وسيدي بوزيد وصفاقس والقصرين وسليانة وزغوان ونابل. ويعتمد البروتوكول، الذي وقع تعديله عديد المرّات حسب انتشار الحشرة، وفق حجلاوي، على أربعة خطط تشمل المناطق شديدة الإصابة.
ويحث العنصر الأوّل من البروتوكول على وجوب إستغلال التين الشوكي للحيوانات قبل إصابته بالحشرة القرمزية ومداواة طوابي التين الشوكي المتاخمة للتجمعات السكنية، لتفادي تطاير ذكور الحشرة، بالأدوية المصادق عليها من قبل وزارة الفلاحة. وينص العنصر الثاني من البروتوكول، على المقاومة في الأماكن، التّي تتراوح فيها درجة الإصابة بين 30 و40 بالمائة، وذلك برصد البؤر الجديدة والقلع والحرق حسب الوضعيات.
ويدعو العنصر الثالث، إلى توخي الوقاية في المناطق الفلاحية المهيكلة والسليمة بكل من القصرين والوطن القبلي،لمنع تسرب الحشرة بهذه المناطق، التي تخص الزراعات المهيكلة، وذلك بتجديد المراقبة على المناطق الحدودية. وللمكافحة المستديمة لهذه الحشرة، شدد العنصر الرابع، على وجوب اعتماد أصناف التين الشوكي المقاومة، التّي اكتشفها البحث العلمي والعمل والعمل على اكثارها لاعادة زراعة المناطق المتضررة وجلب حشرة “الدعسوقة” المفترسة للحشرة القرمزية لإكثارها ونشرها في الأماكن متوسطة الاصابة.
وذكر المسؤول، في السياق ذاته، ان الحشرة القرمزية قد دخلت إلى تونس منذ سنة 2021، بمعتمدية السواسي التابعة لولاية المهدية، عبر تنقل المسافرين بين تونس والمغرب، التّي سجلت الإصابة بهذه الآفة منذ سنة 2014، وكان يفترض تطبيق قانون حماية النباتات عدد 72 لسنة 1992، والذي يخول استعمال كل الوسائل لاجتثاثها وتطبيق القيود المتعلّقة بالحجر صحي لمنع انتقال هذه الحشرة.
وأقرّ حجلاوي، بأن التعامل مع الحشرة القرمزية كان بطيئ جدا نظرا للإجراءات الادارية، مما ساهم في انتشارها السريع في جل ولايات الساحل لتطال حتى ولايتي سيدي بوزيد وصفاقس.
وتعتبر الحشرة القشرية القرمزية من الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي المعروف في تونس باسم “الهندي”، نظرا للاضرار البليغة التي تلحقها بهذا النبات، حيث تظهر في شكل كتلة بيضاء تشبه القطن لتتغذى على الواح التين من خلال امتصاص النسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئا فشيئا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة.
وتنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة وتلعب الرياح دورا هاما في نقلها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وأصواف الأغنام والأعلاف “التين” القادمة من المناطق الموبوءة. وتعد تونس البلد الثاني بعد البرازيل في مساحات التين الشوكي والتي تمتد على 600 ألف هكتار، والبلد الرابع في تصدير الغلال، ويسجل نشاط 40 شركة مصدرة لزيوت التين الشوكي.