المنظمة الدولية للهجرة تحذّر من تأثير السياسة في الإغاثة

أفادت المديرة العامة في المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب، اليوم الخميس 11 جويلية 204، بأنّ وكالتها التابعة للأمم المتحدة تلقّت مئات ملايين الدولارات في تمويل جديد، وقد نوّعت قاعدة مانحيها، في حين تعاني الوكالات الأممية من أجل الحصول على التمويل المطلوب. وأضافت أنّ الانتخابات في كلّ مكان تثير تساؤلات بشأن الدعم الذي سوف يُقدَّم في المستقبل.

وفي تدوينة نشرتها المنظمة الدولية للهجرة على موقع إكس، اليوم الخميس، لفتت إلى أنّ “عدد الأزمات وحِدّتها تزايدت في كلّ أنحاء العالم” منذ عام 2023 الماضي وحتى عام 2024 الجاري.

وأضافت المنظمة في تدوينتها نفسها، أنّ “الوقت أمر جوهري بالنسبة إلى المهلجرين  والمجتمعات المتضرّرة”، وشدّدت على “وجوب أن نضمن معاً إمكانية أنّ يعيش الجميع حياة آمنة وكريمة”. يُذكر أنّ من أجل تأمين حياة كريمة وآمنة لهؤلاء، لا بدّ من توفير تمويل مناسب وكافٍ، وهذا ما حاولت بوب التركيز عليه اليوم.

أمّا في جنيف، فقد شدّدت بوب، التي سبق أن شغلت منصب مستشارة الهجرة لدى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دعم حملتها الناجحة لإدارة المنظمة الدولية للهجرة، في ماي2023، على أنّها تركّز كذلك على التعامل مع تعقيدات الهجرة، مبيّنةً أنّ مهاجرين كثيرين خاطروا بحياتهم أو فقدوها في رحلات خطرة. في الإطار نفسه، كانت بوب قد عبّرت، غداة تسلّمها مهامها، في أكتوبر 2023، عن قلقها من أن تكون وفيات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط ​قد تحوّلت ​إلى أمر “طبيعي”، متعهّدةً بالعمل مع الحكومات لتوفير خيارات للهجرة الاقتصادية من أجل معالجة الأزمة.

ولفتت بوب، اليوم الخميس، من مقرّ المنظمة الدولية للهجرة في جنيف السويسرية، إلى أنّ “الأمر لا يتعلّق بتمثيل إدارة بايدن. إنّه يتعلّق بتحقيق تحوّل شامل بواقع 360 درجة في قضية الهجرة”. وأوضحت أنّها تقاوم محاولات “تقليص قضية الهجرة لإدارة الحدود ببساطة، لأنّني أعتقد أن هذا خطأ استراتيجي كبير للحكومات التي تتلاعب ببعض السياسة التي نراها، الأمر الذي يؤدّي إلى عواقب شديدة السلبية”.

وفي عهد بوب الجاري، أطلقت المنظمة الدولية للهجرة “المناشدة العالمية” الأولى لها على الإطلاق، في جانفي 2024، سعياً إلى جمع ثمانية مليارات دولار أميركي، وذلك في إطار طموحها لتمويل برامج تستعدّ لتدفّقات الهجرة قبل حصولها، وليس فقط التعامل معها وقت حدوثها. ويأتي دعمها من مصادر متنوّعة من قبيل مصارف التنمية وشركة مايكروسوفت العالمية، فيما أوضحت بوب أنّ “أكثر من ثلث قيمة المناشدة مُوّل حتى الآن”.

تجدر الإشارة إلى أنّ وكالات تابعة للأمم المتحدة، مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كانت قد انتقدت نقص التمويل في أزمات مثل الحرب بالسودان، حتى لو قادت دول غنية جهودها لتحسين الوضع.

من جهة أخرى، تحدثّت بوب، في جنيف اليوم، عن فوائد الهجرة ومنها العمالة التي يحقّقها المهاجرون في الدول المضيفة والأموال التي يرسلونها إلى أوطانهم، في وقت تتزايد فيه انتقادات الحركات السياسية اليمينية في عدد من الدول الغربية للمهاجرين الوافدين، بل وتشيطنهم.

وتابعت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة: “أظنّ أنّ كلّ وكالة أممية تعاني من تبعات الانتخابات التي جرت حول العالم في هذه الفترة من الزمن. ولا ضمانات بأنّ من يصل إلى منصب بالسلطة، أيّ كان، سوف يكون له الموقف نفسه إزاء الدور الذي تؤدّيه الأمم المتحدة والمؤسسات التعددية”. ولفتت بوب إلى أنّ هدف المنظمة الدولية للهجرة “التأكد من أنّ لدينا مجموعة متنوّعة من المانحين”.

 

 

 

 

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Comments are closed.