أعلن الناشط السياسي، الصافي سعيد، في بيان اليوم الجمعة 9أوت، إنسحابه من سباق الإنتخابات الرئاسية، قائلا “عزمت الانسحاب بشجاعة بدل الإنبطاح والتذلل، ذلك أن القائد السياسي عليه أن يعرف متى يتقدم وأين يجب أن يقف ومتى ينسحب !”.
وأوضح المترشح في بيانه أنه “بعد يوم من إيداعه لملف ترشحه للإنتخابات الرئاسية 2024، أعلمته الهيئة أن الملف غير مستوفى الشروط من ناحيتين (البطاقة عدد 3 والتزكيات الشعبية المنقوصة) بعد إحتسابها من قبل الهيئة في غياب أي طرف رقابي محايد”، وفق تعبيره.
وأضاف الصافي سعيد قائلا: “والحقيقة لم أتفاجاً، ولكنني شعرت بالراحة، فكما لو أن جبلا قد إنزاح عن كاهلي. ففي تلك اللحظة رأيت بالعين والعقل أن الفرص غير متكافئة وأن الحواجز مرتفعة جدا، وأن مفاتيح وقواعد ومعايير المباراة غير واضحة… لهذا ولأسباب أخرى عديدة عزمت الإنسحاب بشجاعة بدل الانبطاح والتذلل، ذلك أن القائد السياسي عليه أن يعرف متى يتقدم وأين يجب أن يقف ومتى ينسحب ! كان بإمكاني أن أضيف كمية اخرى من التزكيات الشعبية، ولكن مانفع ذلك، إذا كان قرار ترشحي سيصطدم بإسقاط قوائم التزكيات أو إسقاط البطاقة عدد 3”.
وأردف بالقول: “أعترف أنني كدت أن أشارك في تأثيث مسرحية “وان” مان شو” قصيرة جدا ورديئة جدا، ما كان علينا جميعا أن نقبل بها منذ البداية، وبدلا من أن نضع برامجنا ونعرض أفكارنا ونتناظر حول مستقبل بلادنا، غرقنا في سباق من الحواجز فوق أرضية من السباخ والأوحال. ان السلطة بهوسها وصولجانها هي التي تسحق رجالها. فأغلبهم يندفعون إلى محرابها كرجال شجعان، ولكن اذا تمادوا في ارضاء صخبها و هوسها، يغادرون كرجال صغار وجبناء”، حسب تعبيره.
وختم قائلاً: “في النهاية، أتوجه بالشكر والعرفان لكل الأصدقاء والمحبين والأنصار والأحرار الذين ساعدوني في جمع التزكيات ووقفوا معي بسواعدهم وأذهانهم وقلوبهم من أجل أن يروا بلدهم يسير إلى الأمام بجدارة وثبات. وكما قال كارل شرودر في روايته “سيدة المتاهات” “يا سيدي، لا يمكنك المغامرة يمكنك التنافس الحر ويمكنك الفوز، ولكن لا يمكنك الفوز إلى الأبد، فأية شجاعة هذه التي تجعل اليأس يعلو بصاحبه فوق الإحساس باليأس نفسه”. …… و إلى جولة أخرى”